الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من شعور الوحدة وأندمج في المجتمع؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من شعور الوحدة، فليس لدي أخوات، وعاطلة عن العمل، ولا أخرج من المنزل إلا نادرا في وقت الصباح والناس في العمل؛ حتى لا أشعر بالخجل والإحراج، ولا أرغب في الاشتراك في ناد، ولكن لدي أصدقاء على مواقع التواصل، فماذا أفعل لكي أعيش بسعادة رغم ظرفي ووحدتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:

أتمنى أن تنظري للحياة بإيجابية تامة وتفاؤل دائم، فالهموم تكدر صفو الحياة وتتسبب بجعل نظرة الإنسان للحياة نظرة تشاؤمية، والتشاؤم يجلب الضيق للنفس، وقد يجد الإنسان مشاكل كثيرة في حياته بسبب النظرة التشاؤمية، فالبلاء موكل بالمنطق والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة، فمنها:
1- أن نبي الله يعقوب حين قال لأبنائه: (وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ)، ابتلي بأن أبناءه كادوا ليوسف وأتوه قائلين: (يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ).

2- دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رجلٍ يعُودُه، فقال: (لا بأس، طَهورٌ إن شاء الله)، فقال: "كلا، بل حُمَّى تفور، على شيخٍ كبيرٍ، كيما تُزِيرَه القبورَ"، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فنعم إذًا).

3- ينبغي أن تستغلي الوحدة في التعبد لله ومناجاته وقراءة الكتب المفيدة، وبهذا تنقلب الوحدة التي يصفها الناس بأنها موحشة إلى متعة عظيمة، ولهذا يقال: (من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد)، ولذة عيش الإنسان بمناجاة محبوبه وأعظم محبوب عند المؤمن هو ربه، فاستغلي الوقت بمناجاة الله وسوف تجدين في نفسك حلاوة وراحة منقطعة النظير.

4- اجعلي لنفسك برنامجا يوميا في صلوات لبعض النوافل كصلاة الضحى والسنن الرواتب وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم وسماع بعض الدروس والمحاضرات، ومارسي رياضة المشي في الأوقات المناسبة.

5- أتمنى أن تلتحقي بإحدى دور القرآن الكريم ففيها ستجدين صديقات صالحات، وسوف يتقوى إيمانك وتحفظين ما تيسر من القرآن الكريم.

6- إن استطعت فشاركي في بعض المناشط الخيرية والاجتماعية مع بعض الزميلات؛ فذلك سيأخذ جزء من وقتك وستشعرين بالسعادة كونه تقدمين خدمات لمجتمعك.

7- لا بأس من التحاور فيما بينك وبين زميلاتك عن طريق الإنترنت، وأحذرك إن كان المقصود بهم من الذكور فعاقبة ذلك وخيمة للغاية وستجرين على نفسك المزيد من الهموم.

8- لم تخبرينا عن طبيعة مرضك، فإن كان علاجه متاحا فعليك أن تعملي بالسبب فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

9- مارسي حياتك بشكل طبيعي ولا تلتفتي لنظرات الناس، وكوني راضية بقضاء الله وقدره وعززي ثقتك بنفسك.

10- لكي تزول همومك الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

11- ألحي على الله بالدعاء واطلي منه خيري الدنيا والآخرة؛ فالله يحب عبده الذي يلح عليه بالدعاء.

12- أحسني الظن بالله أثناء الدعاء، ففي الحديث القدسي يقول الله جل في علاه: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن بي شرًا فله) والمعنى كما قال القرطبي في (المفهم): قيل معنى ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها، تمسكًا بصادق وعده، ويؤيده قوله في الحديث الآخر: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب همومك ويعينك على الاستفادة من وقت فراغك ويعطيك من الخير ما تتمنين ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً