الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوقفت الأدوية عندما علمت بالحمل فزادت علي أعراض التوتر والقلق

السؤال

السلام عليكم ..

أشكركم على مجهودكم في هذا الموقع.

أنا سيدة متزوجة، أعاني منذ ثلاث سنوات تقريبا من بعض التوتر والقلق والهلع، والأرق الشديد والدوخة والصداع، ونقصان الوزن، وصعوبة في التنفس أحيانا، وسرعة في ضربات القلب أحيانا أخرى، وضغطي منخفض أحيانا.

ذهبت إلى أكثر من طبيب مخ وأعصاب، وعيون وباطنة، ذكروا جميعهم أنني أعاني من توتر نفسي، فأعطاني طبيب الأعصاب دواء لوسترال، أخذته لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك تعرضت لأزمة نفسية حادة، فعادت لي الأعراض بشدة، وأصبحت أعاني من أرق وقولون عصبي، وعدم قدرة على التركيز، وبكاء باستمرار، وأحس بأن الرؤية غير واضحة عندما أخرج من المنزل، وأشعر بعدم الرضا عن حياتي.

أعطاني الطبيب دواء سيبراليكس، وأندرال، أخذته لفترات متقطعة، وأقفته أثناء الحمل، والآن أنا في الشهر السادس، عاد لي التوتر منذ شهرين، حيث بدأ بالقولون العصبي، والإسهال المستمر إلى الآن، رغم العلاج الذي آخذه لعلاج القولون، وأعاني من الأرق والخمول، والدوخة والصداع، وعند الخروج خاصة وقت المغرب أحس بعدم وضوح الرؤية، وعدم التركيز، ودائما عصبية وأتوتر، وأبكي لأتفه الأسباب، أخاف على الجنين من كثرة الحزن والتوتر والبكاء، وأخاف من الأدوية، فماذا أفعل؟

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم هذه الأعراض أعراض توتر وقلق نفسي وهلع، وعادةً يكون للقلق والتوتر أعراض جسدية أو جسمية، وأعراض نفسية، والأعراض الجسمية ممكن أن تشمل الصداع، وممكن أن تشمل زيادة ضربات القلب، وعدم وضوح الرؤيا أو هكذا، وطبعاً هناك أيضاً أعراض نفسية واضحة، مثل: نقصان الوزن والأرق الشديد، والبكاء عرض من أعراض الاكتئاب، وأحياناً عندما يستمر الهلع لفترة قد يصاحبه اكتئاب نفسي.

والسبرالكس مضاد للاكتئاب والقلق، أما الأندرال فهو يعالج الأعراض الجسمية للتوتر النفسي.

طالما حصل الآن معك توتر وقلق في الحمل، فالمشكلة دائماً في الثلاثة الأشهر الأولى للحمل، ونفضل عدم استعمال أدوية على الإطلاق، ولكن في منتصف الحمل هناك مساحة لأن يأخذ الشخص علاجاً إذا كان في حاجة إليه، فهنا تتم الموازنة ما بين الحمل والحاجة للأدوية، المهم الشيء الثابت مهما كانت الحالة النفسية للأم، فليس هناك أي أدلة تدل على أن هذا سوف يؤثر على الجنين -بإذن الله-، فالجنين محمي من هذه الأشياء، ولكن المشكلة هي معاناتك أنتِ -يا أختي الكريمة-.

فإذاً أنصحك بأن تزوري طبيبا نفسيا ليقوم بتقييم الحالة من الأول، وأخذ التاريخ المرضي المفصل، ومن ثم اتخاذ القرار هل تحتاجين إلى علاج أم لا؟

والعلاج ليس بالضرورة أن يكون دوائيا، يمكن أن يكون نفسيا، ولكن هناك أدوية أكثر أمناً في استعمالها في الحمل، ولكن كل هذا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، وليس أي طبيب آخر، الطبيب النفسي لأنه يعرف هذه الأدوية، ويعرف آثارها الجانبية، ويعرف استعمالتها، فاذهبي إلى طبيب نفسي وواصلي معه حتى نهاية الحمل، وحتى بعد الولادة، لأنه أحياناً قد تظهر بعض الاضطرابات بعد الولادة، واصلي مع طبيب نفسي إذا كتب لك علاجا غير مضر للحمل، فاستعمليه، ولكن المتابعة مع الطبيب النفسي مهمة جداً، فليكن هناك تنسيق بين الطبيب النفسي وطبيب النساء والولادة الذي تابع الحمل أيضاً.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً