الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب العقاب الذي تعرضت له في صغري أصبحت ضعيف الشخصية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب عمري 17 سنة، أعاني من طيبة القلب لدرجة ضعف الشخصية، رغم أنني لم أكن هكذا من قبل، بل كنت ولدا نشيطا ومزعجا وعنيدا، أما الآن فعلى العكس تماماً، أيضاً أود أن أخبركم أنه تراودني أفكار بأن سبب هذا التغير في الشخصية: هو أنني كنت أتعرض للعقاب القاسي في طفولتي من قبل أمي وأخي الأكبر يومياً تقريباً، لا أتذكر التفاصيل، أتذكر فقط أنني كنت أعاقب، ولا أعرف السبب؟ ولا أريد فتح الموضوع من جديد مع أمي، فهل ألقى هذا العقاب بظلاله على شخصيتي وغيرها؟ إذا كان نعم، فلماذا بعض الأولاد يعاقبون بشكل قاس جداً ولا يزيدهم العقاب إلا سوءاً؟ وكيف أستطيع أن أقوي شخصيتي؟

مع تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مستعار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فطيبة القلب ليست في كل الأحوال ضعفا، كما أن قسوة القلب ليست قوة، ولكن الضعف طبعًا يكون في ألا تتخذ القرار الصحيح في المواقف التي تتطلب ذلك، ويكون الضعف في ألا تأخذ حقك وتتنازل عنه مُجبرًا. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: تكوين الشخصية شيء معقد، تأخذ فيه التربية دورًا كبيرًا، ولكن هناك أيضًا عمليات وراثية وتكوينية مختلفة، وليس بالضرورة أن العقاب القاسي يؤدي إلى ضعف الشخصية، ولكن العقاب القاسي يؤدي إلى شعور بعدم الأمان، ورهاب اجتماعي... وهكذا.

على أي حال: علاج ضعف الشخصية يكمن في تقوية الشخصية، وتقوية الشخصية يتم عادةً بالعلاج النفسي وليس بالدواء، وهناك علاج نفسي مُحدد لتقوية الشخصية من خلال العلاج السلوكي، ومن ثمَّ تقوية الشخصية، تُعطى جلسات نفسية وواجبات منزلية في كيفية التصرُّف في المواقف المختلفة، ومن ثم يعطيك المعالج إرشادات تدريجيًا لأشياء تفعلها بالتدريج، حتى تقوى شخصيتك وتستطيع أن تقف في المواقف التي كنت لا تستطيع مواجهتها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً