الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوجة الحمل بدون موافقة الزوج بعد الاتفاق على تنظيم الحمل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب متزوج، وأب لثلاثة أطفال، وعلى خلاف دائم مع زوجتي، لا تطيعني بما يرضي الله، ولا تقوم بتأدية واجباتها كزوجة، مما يدفعني لنية الزواج بزوجة ثانية، مع العلم أن زوجتي تستعمل مانع الحمل، ولكي تمنعني من الزواج مرة أخرى قامت بإزالة المانع بدون علمي مما سبب حملها.

فهل ما قامت به دون علمي يرضي الله؟ أم يخالف الشرع؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعلاقة بين الزوجين يجب أن يحكمها شرع الله سبحانه وتعالى، فهي علاقة مبنية على حقوق وواجبات، فحقوق الزوج هي واجبات على الزوجة وحقوق الزوجة هي واجبات على الزوج، ولو أدى كل منهما ما عليه من واجبات لحلت كثير من المشكلات، وقد أمر الله الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف، قال تعالى: ﴿ وَعاشِروهُنَّ بِالمَعروفِ فَإِن كَرِهتُموهُنَّ فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾ [النساء: ١٩]، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الزوجة بطاعة زوجها والإحسان إليه، فقال :" لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها "، وقال صلى الله عليه وسلم :" لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما له عليها من الحق".

وقال في واجب الزوج نحو زوجته " لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها خلقا آخر"، وقال: " أوصيكم بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج الضلع أعلاه، إن أقمته كسرته وإن استمتعت استمتعت بها على عوج."

ومن أهم وسائل حل المشكلات الزوجية هو الحوار الهادئ بين الزوجين، والتفاهم على طريقة حل الخلافات، فننصحك بالحوار مع زوجتك لإقناعها بما تريده منها وإرشادها بالتي هي أحسن إلى ذلك، وعليك باستخدام الوعظ، والذي يعني الترهيب والترغيب، فرغبها في الأجر والثواب عند الله إن أطاعتك، ورهبها بالعقاب من الله إن عصتك.

أما أسلوب التهديد بالزواج بثانية فقد لا ينفع خاصة إذا كانت الزوجة تعلم أنك قد لا تقدر عليه الآن، ولكن حاول أن تكسب قلبها، وتحسن إليها، وتتعامل معها بلطف، وأشعرها بخطئها معك بأسلوب مناسب، ودربها على الطاعة، فإن نفعت معها هذه الأساليب، وإلا ابحث عن حكم من أهلها وحكما من أهلك يقومان بحل الخلاف بينكما.

وما فعلته من إزالة مانع الحمل بدون أذنك فقد أخطأت في عدم استئذانك في ذلك، طالما تم باتفاق الطرفين، لكنه ليس ذنبا ولا منكرا لأن الأصل هو عدم وضع مانع الحمل إلا للحاجة، ثم ما علاقة حمل زوجتك بعدم زواجك بالثانية؟! إن كنت قادرا على التعدد فافعله بشروطه وضوابطه، وإلا فاتركه ولا تجعله فقط شماعة لتخويفها؛ فإن هذا الأسلوب ربما يعقد العلاقة بينكما، وليس من شروط التعدد أن تمنع الأولى من الحمل.

وعليه أنصحك بتغيير أسلوبك هذا في حل مشكلتك مع زوجتك، واستخدم ما سبق من أساليب معها، ولا تنس الدعاء والتضرع إلى الله بصلاحها، فهو من أهم أسباب علاج المشكلات الزوجية، كما ننصحك بإدخال بعض البرامج الإيمانية إلى المنزل، وتغيير نمط الحياة فيه، وأن يكون مكانا لذكر الله والصلاة النافلة وقراءة القرآن؛ فإن الطاعات إذا وجدت في المنزل وجد معها الاستقرار والسعادة، وإذا حلت بدلا عنها المعاصي والمنكرات حل معها الضنك والاختلاف.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً