الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حموضة المعدة وخوف شديد من الأمراض والموت.

السؤال

السلام عليكم..

قبل 6 أشهر عنيت من خفقان قوي في صالة الرياضة، بعدها بأسبوع مرضت وذهبت لعدة أطباء وصفوا لي العديد من الأدوية التي لم تفدني.

أعاني من زغللة وحموضة، وبعض المرات جوع شديد حتى لو آكل لا يزول، وضعف في جسدي، ولو بذلت مجهودا أحس بالاختناق وكأني سأموت، صرت أخاف من المرض والموت، وأوسوس.

نزل وزني، وتفكيري غير مضبوط، لا أعرف ما تشخيص حالتي! وأعاني من القيء بمجرد تناول أي شيء، ولا أستطيع النوم، عندما أتمرن تصيبني حالة غريبة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتطلب الجهد العضلي المبذول في صالات الرياضة حركة زائدة من القلب؛ مما يؤدي ذلك إلى الخفقان، ويحدث ذلك أثناء الجري والخوف الطبيعي من القوارض والحيوانات، والخوف من البشر، وبعد الوجبات الدسمة وأثناء صعود السلالم، وغير ذلك من الأمور التي يزيد فيها نشاط الناس وكل ذلك طبيعي؛ لأن نبض القلب يعود إلى معدلاته الطبيعية حول 70 نبضة في الدقيقة في الأحوال العادية.

أما الحموضة والغثيان والقيء؛ فهذا أمر مختلف له علاقة بالحموضة الزائدة في المعدة، وربما وجود جرثومة المعدة الحلزونية H-Pylori، ويمكن تشخيص الجرثومة من خلال تحليل براز H-Pylori antigen أو من خلال إجراء اختبار the urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء، ويتم تناول الدواء لمدة 15 يوما، ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد شهر للاطمئنان على القضاء على الجرثومة.

والخوف من المرض والخوف من الموت هو أحد الأمراض النفسية، ويؤدي إلى الخفقان، ويسمى Phobia في الطب النفسي، وله صور وأشكال متعددة منها: الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت؛ حينها يسمى ذلك الخوف بالرُهاب أو "الفوبيا".

والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، وغير مبرر من حالة معيّنة أو سلوك معيّن، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، وبالتالي يؤدي لمحاولة الشخص الهروب من المواجهة مع هذا الموقف أو هذه الحالة، فمثلاً من يخاف الأماكن المرتفعة يكون لديه دوماً شعور بالرعب من السقوط عند التواجد في مكان مرتفع؛ فيحاول دوماً الابتعاد عن مثل تلك الأماكن.

وفي بعض الأحيان ومع فقد عزيز في الأسرة أو الأصدقاء خصوصا الفقد المفاجئ في حادث أليم يتولد ذلك الشعور بالخوف الشديد أو الرهاب، ويتحول إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف ودوار شديد والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيّف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.

وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته، ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه. الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

أما العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا: فعن طريق تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب مثل: escitalopram أو (Cipralex) وهناك sertraline أو (Lustral) ولكن من الأفضل زيارة طبيب نفسي والمتابعة معه.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً