الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب حادثة فقد لعزيز أصبحت أخاف الموت، وأشعر بغربة تجاه طفلي وزوجي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم على هذا الموقع.

في الحقيقة أنا مريضة جدا، وبمجرد قراءة نصائحكم للآخرين أشعر بالارتياح، فكيف لو كانت هذه النصيحة لي، من بعد أملي بالله أملي بكم بالشفاء.

قبل 8 سنوات توفي أغلى شخص علي في العالم، كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، أغمي عليّ وقت سماعي للخبر، وتعرضت لانتكاسة صحية كبيرة، في كل نوبة كانت تأتيني تبدأ بضيق في النفس، ومن ثم تتسارع دقات قلبي، ويبرد جسمي، وفي نفس الوقت أتعرق، ومن ثم أختنق جداً إلى أن ينتهي الأوكسجين من جسمي، ويغمى عليّ، وأشعر بأن روحي ستخرج، وأرى قبري، وأصبح الموت كابوسا كبيرا يدمر حياتي.

راجعت الكثير من الأطباء، وأجمعوا أن قلبي وحالتي الجسدية بخير، وأني مصابة بمرض نفسي.

تحسنت كثيرا بعد زواجي من الرجل الذي أحب، وعشت سنتين براحة تامة، ونسيت الموضوع، ولكنني كنت أخاف عليه أن يموت ويتركني لدرجة مريبة.

بعد ولادتي لطفلي الأول زادت حالتي سوءا، وأصبحت أخاف أضعاف الماضي، وبعد فترة بدأت تظهر علي أعراضا غريبة، فعندما أنظر إلى وجه طفلي أشعر بأنني لا أعرفه، وأسأل نفسي من هذا؟ فأرميه أرضا وأصرخ، وكذلك زوجي، أنظر إلى وجهه وأشعر بأنني لا أعرفه، بدأت حالتي تزداد تعاسة أكثر، فأنا لا أعرف بيتي، ولا أتذكر وجه أخواتي وأمي، وبدأت أشعر بأن عمري سوف ينتهي في أي لحظة، وهذه المشاعر تأتيني ليلا، أما في النهار فقليل ما تأتيني تلك النوبة.

أتمنى منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري إلى متى استمرت معك الأعراض بعد وفاة الشخص الغالي عندك؟

علي أي حال هي أعراض قلق وتوتر في المقام الأول، وتكون طبيعية إذا كانت لفترة قصيرة، ولكن إذا استمرت لفترة طويلة فتكون غير طبيعية، ويجب التدخل الطبي نحوها هذا من ناحية.

الناحية الأخرى: واضح أن عندك قابلية لهذه الأشياء، وهذا ما حصل بعد ولادة طفلك، واضح أنك أصبت بنوع من الاكتئاب ما بعد الولادة، وكثير من النساء يصبن بحالات اكتئاب ما بعد الولادة، ويقال أن 10% من النساء ما بعد الولادة يتعرضن لنوبات اكتئاب جسيمة تتطلب تدخلاً طبياً، و50% يتعرضن لنوبات اكتئاب خفيفة لا تحتاج إلى تدخل طبي، فواضح أنك تحتاجين لعلاج طبي ومضادات للاكتئاب في المقام الأول، وهناك الآن كثير من أدوية الاكتئاب يمكن استعمالها أثناء الرضاعة، وهي ليست ضارة بالطفل.

فإذاً -يا أختي الكريمة- أنصحك بمقابلة طبيب نفسي بأسرع وقت ليقوم بعمل فحص شامل، وأخذ التاريخ المرضي، ومن ثم إعطاؤك العلاج المناسب وبالمتابعة معه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً