الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفلام الإباحية وممارسة العادة أضعفت شخصيتي، فما هو علاجي؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من أمراض نفسية كثيرة جعلت ثقتي بنفسي متذبذبة، فأنا طالب جامعي، كنت أشاهد الأفلام الإباحية كل يوم منذ 2012 إلى 2016، بالإضافة إلى ممارسة العادة السرية، وذلك أثر على دماغي كثيرا، ولا أدري كيف أعالج ضعف شخصيتي؟ فأنا إنسان منطو وضعيف، مما جعل الناس يعاملونني كأنني شخص غبي.

ذهبت لطبيب الأعصاب، ووصف لي قطرات استيلبرام لمدة شهرين، وبعدها وصف لي دواء بريزيفا لمدة 25 يوما، ثم توقفت، بصراحة ارتحت على دواء بريزيفا، والآن وصف لي دواء استيلربرام، وما زلت أعاني وأفكر في الجنس، وعندما أفكر يأتيني وجع في الجهة اليمنى من الدماغ، فماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يتقبل صيامكم وطاعتكم.

أيها الفاضل الكريم: أنت كنت منغمسا في ما يمكن أن نسميه تحطيم ذاتك وتحطيم نفسك، واقترفت ذنوباً عظيمة، ومنذ 2016 قمت بالتوبة وتطهير نفسك، ويجب أن تكون سعيداً جداً؛ لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، هذه إن شاء الله تعالى ذنوب مغفورة ما دمت قد اتخذت المسار الصحيح، وخير الخطائين التوابون ولا شك في ذلك.

فإذاً أنت يجب أن تهنئ نفسك، يجب أن تكون منشرحاً، فقد انتصرت على شياطين الأنس والجن وشيطان النفس، وانتصرت على نفسك الأمارة بالسوء، والآن نفسك تسير نحو الاطمئنان، لكن بشرط أن تكون حريصاً، وأن تجعل نفسك اللوامة هي الرقيب عليك.

هذا الكلام الذي أقوله لك علماً سلوكيا مثبتا ويفيد الناس، فإذاً كافئ نفسك بالشعور الإيجابي الطيب لأنك قد أخرجت نفسك من الموبقات.

ولا تعتقد أن علاجك علاج دوائي، فالدواء يساعدك، لكن علاجك الأساسي يتمثل في طريقة تغيير التفكير لديك، أن يكون تفكيرك تفكير إيجابي، أن تكون رجلاً منضبطاً، أن يكون لك كوابح على كل سلوك شيطاني، أن تكون رجلاً صاحب همة عالية، أن تكون صحبتك مع الأبرار والصالحين والأنقياء من الشباب، أن تكون متفان في خدمة نفسك وأسرتك وأصدقائك وأمتك، وأن يكون لك تطلعات نحو المستقبل، ما الذي تريد أن تقوم به؟ ما هو دورك في هذه الحياة؟ يجب أن تكون فاعلاً نحو مجتمعك وفي حياة تنافسية جداً.

وأريد أن أنصحك نصيحة مهمة جداً لا يبقى شيء في هذه الدنيا غير سلاح العلم والدين، هذه لا أحد يستطيع أن ينزعها عنك، المال يضيع غيره يضيع لكن العلم والدين لا أحد يستطيع أن ينزعه منك، وفي ذات الوقت هي الدوافع والمثبتات والركائز التي ينطلق من خلالها الإنسان نحو حياة إيجابية، فأرجو أن تأخذ بما ذكرته لك.

موضوع التفكير في الجنس: أقدم على الزواج، ولا تكن عبداً أو مستعبداً لهذا الفكر القبيح، الجنس له منافذه الشرعية، ويتم في مودة ورحمة وسكينة وستر، لا بد أن يكون لديك الضوابط على نفسك، ولا بد أن لا تحقر نفسك، يجب أن تكون صاحب همة عالية، هذا هو الذي أنصحك به، وعليك أيضاً أن تمارس الرياضة، الرياضة سوف تعطيك ثقة كبيرة في نفسك، سوف تعطيك قوة، ونظم وقتك من أجل الدراسة، النوم الليلي المبكر مهم جداً؛ لأنه يعطيك فرصة للاستيقاظ المبكر بعد أن يحدث ترميم كامل في خلايا الدماغ لديك، وهذا يجعل تركيزك ممتازاً في فترة الصباح، أدرس ساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر ولن تحتاج إلى أي دراسة أخرى، فقط انتظم في حضور المحاضرات هذا أنصحك به وهذا ضروري جداً وأرجو أن تأخذ به.

بالنسبة للاستالبرام لا مانع أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام يومياً؛ فهو محسن للمزاج، ومزيل للقلق والتوترات والوسوسة والمخاوف، 10 مليجرام يومياً لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك أخي الكريم، وقد سعدنا تماماً بمشاركتك لنا في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك وعليك بالتطبيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً