الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الزوجة سيئة الخلق والتي لا تمنح زوجها حقه في المعاشرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ 15 عاماً من امرأة من بلدي، ورزقت منها ولدان وابنتان، أكبرهم يبلغ من العمر 14 عاماً، والصغرى تبلغ من العمر 9 سنوات، مشكلتي بدأت منذ أول عام من زواجي، حيث اكتشفت بأن زوجتي متقلبة المزاج وعصبية بشكل غير طبيعي، حيث تثور لأتفه الأسباب وعندما تفقد أعصابها تبدأ بالتفوه بكلمات بذيئة جداً جدا! وفي بعض الأحيان ترمي بالأشياء! مع العلم بأنها تواظب على صلواتها وحجابها والشعائر الدينية الأخرى.

في بداية الأمر اعتقدت بأن الأمر سيكون مؤقتاً وسيزول مع العشرة خاصة بأنها بعد أن تهدأ تبادر إلى الاعتذار، كنت أقول لنفسي: أنت الرجل ويجب أن يكون عندك مقدار من الصبر والحلم، ولكن ـ للأسف ـ أخذ الموضوع بالتطور وساءت أخلاق زوجتي بطريقة أكبر، وبدأت تتشاجر أمام الأطفال بدون أي مبالاة لمشاعرهم أو مشاعري! حيث أصبحت تطلب الطلاق في كل شجار يحصل بيننا وتصر عليه بطريقة غريبة جداً! حتى أصبحت بيننا طلقتان الآن! ولا زالت تصر على الثالثة بين فترة وأخرى، ولكني ـ والحمد لله ـ لا زلت متماسكاً.

اكتشفت بعد فترة وجيزة بأن زوجتي مرت بظروف صعبة في طفولتها، حيث كان أبوها يشرب الخمر ويضرب أمها كثيراً؛ لهذا السبب تعاطفت معها كثيراً وقررت أن أصبر على أذاها المتكرر.

أنا ـ والحمد لله ـ موظف بوظيفة تدر مكسباً جيداً، ولكن تتطلب مني هذه الوظيفة العمل المضني، مع هذا كله أقوم بالمذاكرة للأطفال وشراء جميع متطلباتهم ومتطلبات المنزل، وأحضرت خادمة دائمة للمنزل تقوم بجميع أعمال التنظيف والطبخ، كل هذا لكي أخفف على زوجتي، زيادة على هذا أحضر لها الهدايا بين فترة وأخرى، وأقول لها الكثير من كلام الغزل والحب وبصدق، لعل وعسى، ولكن لا أرى منها إلا زيادة في سوء الخلق.

المشكلة الكبيرة الأخرى بأنها لا تعطيني حقوقي الزوجية الجنسية إلا ما ندر جداً، يمكن مرة واحدة في الشهر! وفي هذه المرة تتأفف وتتحطم وتقول بأنني شهواني ومثل الحيوان! زوجتي ليس عندها صديقات ولا تحب الاختلاط بالناس كثيراً، وتسيء الظن بهم ودائمة الخلاف مع أمها.

حاولت إقناعها بأن تذهب إلى طبيبة نفسية، ثارت علي وقالت لي بأني أنا من يحتاج لطبيب نفسي،
لقد وصلت لمرحلة صعبة جداً وبدأ صبري ينفد، بدأت أخاف على نفسي من الانزلاق في الحرام، لا أدري ماذا أفعل!؟ أأطلقها أم أتزوج عليها لكي أعف نفسي أم ماذا علي أن أفعل!؟

أرجو منكم إعطائي حلاً نافعا! وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك على صبرك خيراً، وأن يُصلح لك زوجك، أو يرزقك خيراً منها وأطيب.

بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن تجلس مع زوجتك جلسة مصارحة، وأن تفضي إليها بكل ما في نفسك، وتحاول الاتفاق معها على وسيلة أو طريقة لحل هذه المشكلات، وتُبين لها مدى حاجتك إلى معاملة أحسن وأفضل من هذه المعاملة، وأشعرها بأن لديها القدرة على ذلك، وأنك لا تطلب شيئاً مستحيلاً، وحاول مساعدتها على اتخاذ قرار بإصلاح نفسها وسلوكها معك، وأعطها فرصة بعد أن تعدد لها ما تأخذه عليها، واتفقا معاً على وضع آلية جديدة للتعامل فيما بينكما، وداخل الأسرة، فإن قبلت بذلك فحاول مساعدتها على ذلك، ووسّع صدرك عليها، واصفح الصفح الجميل، وإن لم تقبل بهذه الجلسة وهذا الاتفاق، فأعلمها أنك تفكر بالزواج عليها، وانظر رد فعلها، وماذا ستفعل، وبين لها وجهة نظرك وأسبابك التي أدت بك إلى التفكير في الزواج، وعلى أثر رد الفعل الذي ستحدثه يمكنك أن تقرر ما تراه مناسباً، إذ إن بعض النساء تستقيم ويصلح حالها بمجرد شعورها بتفكير زوجها بالزواج من غيرها، وبعضهن بعكس ذلك.

التعدد ليس بمحرم ولا مكروه، وإنما هو أمرٌ حثت عليه الشريعة، ولكن منعاً للمشاكل وحسماً للخلاف أرى أن تبدأ بهذه المقدمة المشار إليها، وإلا فالأمر لا يحتاج إلى هذا كله، فالتعدد مشروع في حد ذاته، بصرف النظر عن الأسباب والدواعي، وإنما ذكرت لك ما ذكرت حيث أن بينكما أطفال يُخشى عليهم من الضياع نتيجة المشاكل التي ستُصبح أكثر وأشد من ذي قبل.

لا يلزمك أن تُطلقها، وإنما أنصح بإبقائها في عصمتك، وتزوّج عليها، إلا إذا صممت هي على الطلاق ولم تجد بُداً من ذلك، فلا مانع من تسريحها، ولكن بعد استنفاذ كل وسائل الإصلاح والعلاج والنقاش بالتي هي أحسن، وعليك بالدعاء وصلاة الاستخارة قبل أن تُقدم على مشروع الزواج أو الطلاق، حتى يقدر الله لك الخير، ويرزقك الرضا به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً