الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخائف من حدوث جلطة دماغية مستقبلا، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود بداية أن أشكركم من صميم القلب على كل ما تقدمونه لنا من خدمات استشارية هائلة.

اسمي معاذ، وعمري 23 سنة، طالب جامعي، وإنسان رياضي، قصتي بدأت منذ سنة وبضعة أشهر تقريبا، عندما كنت أتجول في المدينة مع بعض الأصدقاء في جولة طويلة مشيا، لأشعر فجأة وبدون سابق إنذار بفقدان التوازن كأنني غير ثابت على الأرض وعلى وشك السقوط، انفعلت وحاولت إتمام المشي بسرعة للوصول إلى مقعد عام في الشارع على بعد بضعة أقدام مني وجلست في دهشة من أمري حول ذلك الإحساس.

ظننت أنني كنت على وشك الإغماء وخفت من النهوض مجددا، بعد ثوان سألني أحد أصدقائي ضاحكا وشجعني على النهوض، ثم نهضت وأحسست أنني استعدت توازني، وأتممنا الطريق بالعودة إلى المنزل في حالة من الرعب والخوف من حدوث أمر قد يهدد حياتي، لم أنم تلك الليلة أوسوس أنني قد أكون مريضا بمرض خطير.

صباح الغد قمت بعمل تحاليل دم سكر ودم، وكانت كلها سليمة، لكنني منذ ذلك الوقت أصبحت أشعر بفقدان توازن أثناء المشي، وأخاف أن يتكرر معي نفس الشيء ويغمى علي.

قمت بزيارة طبيب خاص في الطب العام وحكيت له القصة، وأخضعني لفحص سريري، وقدمت له التحاليل المخبرية، أكد لي أنه لا يوجد شيء مقلق، ووصف لي دواء betaserk، ونصحني أن لا أفكر وأعطي الأمر أكثر من قدره. كان كلام الطبيب مريحا لي. اختفت تلك الأعراض بمجرد نسيانها، وبفضل طريقة حديث الطبيب التي كانت مطمئنة، وهنا انتهى الموضوع، لكن بعد مرور أكثر من سنة حتى هذه الأيام كنت أقرأ عن أعراض النوبة الأقفارية العابرة، واتضح لي أنه ما وقع لي قبل سنة من الممكن أن يكون جلطة دماغية عابرة تنذر بجلطة خطيرة في المستقبل، وذلك من خلال وجود فقدان التوازن المفاجئ الذي حدث معي ضمن قائمة تلك الأعراض.

أصبحت خائفا من حدوث جلطة دماغية مستقبلا، ولم أعد أستطيع التفكير في أي شيء سوى أنني معرض لجلطة دماغية، وهذا الأمر أصبح يشغل بالي طول الوقت، وجل وقتي يضيع في البحث عن كل ما يتعلق بهذا المرض عبر الإنترنت.

أريد أن أعرف هل ما حدث لي قبل أكثر من سنة فعلا له علاقة بالأمر أم أنني أفهم الأمور الطبية التي أقرأها بشكل خاطئ ودون وعي طبي كما أخبرني والدي، ثم ما هي الإجراءات التي علي القيام بها إذا كان الأمر يحتاج فحوصات أو اختبارات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mouad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حدث معك من الشعور بالدوخة وتوقع السقوط يحدث مع كل الناس عند التعرض للإجهاد نتيجة بذل جهد عضلي أو السير لمسافات طويلة، خصوصا مع حرارة الطقس، وعدم تناول السوائل، وعدم أخذ قسط من الراحة، وهذا يؤدي إلى هبوط مفاجئ ومتوقع للضغط، ومع الجلوس أو الاسترخاء يستعيد الجسم توازنه ويعيد توزيع السوائل والأملاح المعدنية في الجسم وتعود الدورة الدموية إلى طبيعتها.

وقد يحدث مع الحركة المفاجئة حركة غير طبيعية في السوائل الموجودة في جهاز الإتزان في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى الدوار وحبوب Betaserc 16 mg جيدة وتساعد على علاج الدوار من خلال ضبط سوائل الأذن الداخلية، ومن المستبعد إصابتك بالنوبة الأقفارية العابرة أو ما يسمى ب transient ischemic attack أو TIA، وهي نوبات من ضيق مؤقت للشرايين الصغيرة المغذية لبعض المناطق في المخ، ويحدث ذلك مع التقدم في العمر وإرتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم بما في ذلك شرايين المخ، ومع التدخين، وإرتفاع ضغط الدم والسمنة، وأنت مازلت شابا رياضيا في العشرينات من العمر ولا تعاني من تلك الأمراض.

ومن أعراض ذلك المرض نقص حاد في التروية الدموية لجزء من الدماغ ينجم عنه أعراض تماثل فقدان وظيفة هذا الجزء من الدماغ، كالشلل النصفي أو فقدان نصفي للإحساس، أو فقدان المقدرة على الكلام أو التعبير ويحدث ذلك لفترة زمنية قصيرة أقصاها 24 ساعة، لتعود تلك الأعراض وتختفي بشكل كامل، لذلك سمي الإقفار بالعابر وليس مجرد الشعور بالدوخة وتوقع السقوط أو حتى السقوط على الأرض.

ولا مانع لمزيد من الأطمئنان إجراء تحليل نسبة الكوليستيرول، والدهون الثلاثية، وتحليل وظائف الكبد، وقياس ضغط الدم في حال ارتفاعه، وإنقاص الوزن في حالة السمنة أو الوزن الزائد، والبعد عن التدخين سواء كنت مدخنا أو تعتاد الجلوس مع الشباب المدخن في الأماكن المغلقة، مع ضرورة نيل قسطا وافرا من النوم ليلا ما لا يقل عن 6 ساعات، مع إمكانية نوم القيلولة لمدة ساعة ظهرا أو بعد العصر، وممارسة قدر من رياضة المشي والتغذية الصحية السليمة، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين د، وفيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

وقد يتحول خوفك من مرض TIA إلى خوف مرضي، وهي حالة تعرف بالفوبيا أو phobia، وقد يستدعي ذلك زيارة طبيب نفسي للعلاج منها، ولذلك دع عنك تلك الأوهام، وتوقف عن القراءة عن الأمراض، ويمكنك القراءة في مواضيع تفيدك مثل التنمية البشرية، والطاقة الإيجابية لكسب المزيد من الثقة بالنفس، والمعرفة المفيدة لا الضارة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا امعليوة

    أسأل الله تعالى ان يشفيك وثق في كلام طبيبك ولا تخف والحمد لله على نعمه علينا وعلى كل حال
    كلام كنت اريد الاستفادة منه
    فبارك الله فيكم اخوتنا في موقع الإستشارات خاصة وف الموقع اسلام ويب عامة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً