الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت بالراحة عندما فاتتني صلاة الفجر، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، بعمر 26سنة، متعلم، أعزب أعمل في محل تجاري يملكه والدي، والحمد لله الحالة النفسية والمادية جيدة جداً، حدث معي موقف غريب، وتكرر ثلاث مرات غير متتالية، وكانت ظروف أو معطيات الأحداث متشابهة.

الموقف:
خلال السبعة شهور السابقة لم أتخلف عن صلاة الفجر جماعة إلا ثلاث مرات، الغريب في كل مرة أتخلف عن صلاة الفجر جماعة كان شعوري عند الاستيقاظ من النوم يتخلله النشاط والراحة النفسية، ولم اكن متنكداً مطلقاً كأغلب المرات السابقة التي أستيقظ فيها من النوم وقد صليت الفجر جماعة!

التوضيح:
صلاة الفجر هي أكثر صلاة أخشع فيها وأستلذ بها عن الصلوات الأخرى، وأنا أؤمن بأن الراحة النفسية الحقيقية هي تقوى الله وعبادته على أكمل وجه، وقد جربت ولامست ذلك في بعض المرات، وأنا عبد لدي عيوب (شخصية ونفسية) كثيرة، ولكن لست شخصاً "موسوساً، فكل ما في الأمر أني ألاحظ باعتدال، ورحم الله امرءًا عرف نفسه، فهل هذا الموقف عادي؟ وما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

توصيف المشكلة: إحساسك بالنشاط والراحة النفسية عند الاستيقاظ بعد أن فاتك صلاة الصبح في جماعة، وعدم إحساسك بذلك في اليوم الذي تصليها في المسجد جماعة.

لا بد لي في البداية أن أثني على جهودك الطيبة في حرصك على صلاة الفجر جماعة لمدة سبعة أشهر، وهذا فضل كبير يحتوي على أجر عظيم، ففضل صلاة الفجر لا يخفى عليك، كما أن فضل صلاة الجماعة والمواظبة عليها لا يخفى عليك.

أما تحليلك الذي ذكرته عما حدث لك، فالذي أرجحه أن تحليلك غير دقيق، وأن ربطك لهذه الراحة النفسية بسبب عدم صلاتك في المسجد غير دقيق وكذا العكس، فهل معنى كلامك أنك طيلة الأشهر السبعة كنت مهموماً مغموماً بسبب صلاتك الفجر في المسجد؟!

قال الله تعالى: ﴿ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴾ [الرعد، 28].، قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2].، قال الله سبحانه وتعالى : " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْرَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " (الحجر, الآيات:99,98,97)، قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" (- سورة طه - 124).

عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى" (سنن أبي داود).

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لسيدنا بلال: «أرِحنا بها يا بلال».. أي الصلاة، وغير ذلك من الآيات والأحاديث النبوية التي توضح السكينة والطمأنينة التي تورثها الصلاة في قلب المؤمن، ومدى الضيق الذي تتركه في نفسه في حال تركها، فكيف يحدث لك العكس؟!

فربما حدث لك في موقف واحد أو موقفين ولكن لا أعتقد أن هذا هو المقياس الذي يجعلك تعمم هذه القاعدة على نفسك.

وربما هذا من وساوس الشيطان ليصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، فيوحي إليك من طرف خفي أن الصلاة لا تجلب لك السعادة، وأنك في الأيام التي لم تذهب فيها إلى المسجد قد كنت في حيوية وسعادة ويريد الشيطان أن يهون عليك من شأن صلاة الفجر ويصدك عن المواظبة عليها.

خلاصة نصيحتي: أن تحذر أشد الحذر من هذه الوساوس، واستمر على هذا الخير الذي منحك الله إياه، واعلم أن الخير في الاستمرار والمواظبة.

وفقك الله لما يحب ويرضى ورزقك السعادة في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً