الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أنظر للأشخاص أشعر بتوتر وقلق، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر كل القائمين على هذا الموقع لما تقدمونه لنا جعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي أنني أشعر بالتوتر والقلق خاصة في الأماكن العامة، أشعر أن بعض الأشخاص ينظرون إليّ ويتحدثون عني حتى صرت لا أستطيع الخروج من المنزل ولا الذهاب عند العائلة، أقضي معظم الوقت في البيت.

ذهبت عند الطبيب فوصف حالتي بالفصام، وأعطاني دواء (اولانزابين والباروكستين) داومت عليهم مدة ثلاثة أشهر، وشعرت بتحسن خفيف فقطعت الدواء، بعدها عاد القلق فذهبت عند طبيب آخر فشخصني على أنني مصاب بالأعصاب فوصف لي دواء (سوليان)، وشعرت بتحسن كبير -الحمد لله- داومت عليه لمدة شهرين.

الآن أحس ببعض التوتر خصوصا عند النظر إلى شخص معين مع أنني أتفادى النظر إلى وجهه، كما أعاني من الصداع النصفي كثيرا، فما هي نصيحتكم لي؟ وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفصام هو اضطراب ذهاني، يتميز بوجود ضلالات فكرية، وهي معتقدات خاطئة يعتقد بها المريض بصورة ثابتة ولا يتزحزح عنها، مثلاً في مثل حالتك: إذا كنت تعتقد أن الناس ينظرون إليك فهذا ليس إحساس مؤقت، أو ظنّ، أو شكّ، ولكنه يكون اعتقادًا جازمًا بأن الناس ينظرون إليك ويتآمرون عليك بصورة لا تزحزح عنها، وتعتقد فيها اعتقادًا مطلقًا، هذا من أعراض الفصام.

وأيضًا من أعراض الفصام وجود هلاوس سمعية، بأن يسمع الشخص أصوات لشخصٍ واحد أو أكثر في عدم وجود أي شخص أمامه. وأيضًا من أعراض الفصام اضطراب الفكر والاضطرابات السلوكية، هذه هي أعراض الفصام، ومن خلال استشارتك التي ذكرتها لا توجد أعراض واضحة للفصام، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى أيضًا: لا أعلم ماذا يعني الطبيب الثاني بمرض الأعصاب، هذا أيضًا مصطلح عام وغير مُحدد، الآن توجد اضطرابات القلق بأنواعها المختلفة مثل الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري والهلع والقلق والتوتر النفسي.

إذًا - أخي الكريم - مشكلتك الرئيسية هي مشكلة التشخيص، تشخيص ما تعاني منه، ومن ثمَّ إعطائك العلاج المناسب، أما الصداع النصفي فهو طبعًا إذا كان صدع نصفي بأعراضه المعروفة فهو يُعالج من قِبل أطباء المخ والأعصاب، أما إذا كان هذا الصداع جزء من القلق والتوتر فيُعالج عند الطبيب النفسي.

إذًا ليس عندي ما أقوله لك إلَّا أن تذهب إلى طبيب نفسي آخر، ويا حبذا لو كان استشاريًا معروفًا له بالخبرة الطويلة، والدراية الواسعة بالطب النفسي، حتى يقوم بمعاينتك معاينة مباشرة وإجراء فحص طبي، ومن ثم الوصول إلى التشخيص المناسب وإعطاء العلاج المناسب، إمَّا أن يكون بالأدوية أو يكون بالعلاج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً