الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات الهلع وأنسى نفسي عند النوم.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي النفسية بدأت وأنا صغير، فعندما أستعد للنوم، أو يأتي الليل أفقد الذاكرة، لا أنسى الأسماء أو الأماكن أو الذكريات، بل أنسى من أنا، و كلما تعمقت في التفكير كلما تسارعت نبضات القلب لدي، وأشعر بالخوف والهلع.

تتراوح نوبة الهلع بين 5 إلى 15 ثانية، وعندما تأتي النوبة أسعى لإشغال نفسي بالتكلم مع شخص آخر، أو ضرب رأسي حتى أستعيد صوابي، وفي الصباح أسخر من ذاتي، كيف يمكن أن ينسى الإنسان من هو؟ وأنا أشعر بالرعب كلما فكرت بذلك.

في صيف 2015 تدهورت حالتي إلى الأسوأ، زادت النوبة وأخذني والدي إلى طبيب نفسي، والطبيب لم يستطع تشخيص الحالة، أعطاني بعض المسكنات، والدي لم يشترها، ثم ذهبنا إلى أخصائية نفسية، قامت بقياس مستوى الذكاء، ولا مشكلة به، وبعد ثلاث جلسات قالت بأنني أعاني من القلق، توقفت عن الذهاب إليها، بسبب أسعارها الغالية.

توقفت نوبات الهلع، ثم عادت بشكل متقطع ونادر، تأتيني في فترة الدراسة، وتزداد في فصل الصيف، وعندما أعاني منها أضرب رأسي وأجري، وأعلم لو تجاوزت ما يقارب 20 ثانية فيمكن أن أؤذي نفسي، فكلما تعمقت في التفكير حول فكرة من أنا دون إشغال ذاتي تتسارع نبضات قلبي لدرجة الجنون، وأشعر برعب لم أشعر به في حياتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdellah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل هذه الحالات التي تأتي في شكل نوبة مُحددة الزمن، بأعراض غريبة، فإنه يجب في الأول التأكد من عدم وجود سبب عضوي، ولذلك -أخي الكريم- أنصحك بمراجعة طبيب مخ وأعصاب لعمل تخطيط المخ، والتأكد من أنه ليس هناك سبب عضوي لهذه النوبات التي تأتي في شكل قصير جدًّا، وتكون فيها أعراض نفسية مُحددة مثل القلق وزيادة ضربات القلب، والشعور بفقدان الذاكرة، أو الشعور بالتغيير، وفي الصباح تعود وترجع طبيعيًا.

فإذًا لابد من التأكد من عدم وجود سبب عضوي لهذه الأشياء، أما إذا تم استبعاد السبب العضوي فإنها غالبًا ما تكون كما ذكرت الطبيبة نوبات قلق وتوتر، ولا أدري هل يُصاحب هذه الأعراض في داخلك مع فقدان الذاكرة وزيادة ضربات القلب خوف شديد أم ماذا؟ لأنه إذا كان هناك خوف شديد، خوف من أن تفقد عقلك، أو خوف يصبح لك ذبحة صدرية -وهلمَّ جرًّا- فإنها قد تصل إلى نوبة هلع، وإن كانت نوبات الهلع عادةً تستمر إلى فترة، عدة دقائق، عشر دقائق، وليس عدة ثوانٍ.

على أي حالٍ كما ذكرتُ يجب أولاً التأكد من عدم وجود سبب عضوي، وبعد ذلك يمكن البحث عن معالج نفسي آخر أقلَّ ثمنًا وتكلفة، لأنك فعلاً إذا كانت هذه الأعراض نوبات قلق تحتاج إلى جلسات نفسية، خاصة جلسات استرخاء، ويمكن أن تحضر عدة جلسات للاسترخاء، حتى تتعلم كيفية الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس، وبعد ذلك يمكنك إجراء هذه التمارين، تمارين الاسترخاء بنفسك في المنزل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً