الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كسر عظمة العين اليسرى وتهتك عضلات العين، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري ٢٥ سنة، شاركت قبل 4 سنوات عام 2013 في أمريكا في مضاربة، ونتج عنها كسر عظمة محجر العين اليسرى لدي، وتهتك عضلات العين اليسرى، وتورم، ذهبت للمستشفى وأخبروني أنه يوجد تهتك في عضلات العين اليسرى، وكسر وتورم، وأخبروني أني قد أحتاج لعملية وإلا فهنالك احتمال أن أفقد بصري، فلم أعد للمستشفى وتركتهم، وبعد فترة وجيزة التأم الكسر ولم أعد أحس بأي ألم فيها، ولكن! من وقت الضربة والكسر الذي حدث في عيني اليسرى وأنا أحس وكأني في حلم وليس في واقع، وأشعر بدوار ودوخة وعدم إدراك الواقع، إضافة لعدم التركيز والخمول، على الرغم من أني ذهبت للطبيب عدة مرات، وعملوا لي أشعة رنين مغناطيسي، ولكن النتائج كانت ممتازة ولا يوجد كسر ولا أية مشاكل، وذهبت لطبيب العيون وأخبرني أنه لا توجد مشكلة، فلا أعلم ماذا أفعل؟ أريد من الله -عز وجل- مساعدتي ثم منكم أن تخبروني ما هي مشكلتي؟ أو ماذا أفعل؟

وشكرا لكم جزيلا، وبارك الله في موقعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أخي الكريم: هذه الإصابة كانت قبل أربع سنوات، والحمدُ لله ذكرتَ أن الجرح قد التئم والكسر كذلك، وذهبتَ إلى طبيب العيون، وأكد لك أن كل شيء سليم. أعتقد أنه من الضروري جدًّا أن تقنع نفسك بما ذكره لك الأطباء، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: ما تحسّ به من شعورٍ كأنك في حلمٍ وأنك بعيدٌ عن الواقع وأنك تشعر بالدّوار والدوخة، أعتقد هذا جزء من القلق النفسي الذي أدَّى إلى درجة بسيطة ممَّا يُعرف بالاضطراب الأنّية، وهذا كله نتج عمَّا يُسمى بـ (عُصاب ما بعد الصدمة). الجراحات والإصابات النفسية أو الجسدية في بعض الأحيان يتأتَّى منها نوع من القلق النفسي يُسمى بـ (عُصاب ما بعد الصدمة) في بعض أعراضه القلق والتوترات وتذكّر الحادث بصورة متكررة. هذه هي الأعراض الرئيسية لهذه العلَّة، أعتقد أنك أُصبت بشيء منها وليس كلها.

وأنا الآن أنصحك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، أن تكون إنسانًا فعّالاً، أن تُدير وقتك إدارة صحيحة، أن تكون لك أهداف، أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، أن تمارس الرياضة، أن يكون لديك توازن غذائي جيد... هذه أسس ممتازة ليعيش الإنسان حياةً إيجابية.

وأعتقد –أخي الكريم– أنك سوف تستفيد أيضًا من أدوية بسيطة مضادة لقلق العصاب والوسوسة التي تعاني منها الآن. إنِ استطعتَ أن تذهب إلى طبيب نفسي، هذا أمرٌ جيد. أنت لست مُصاب بمرض نفسي حقيقي، لكنّها ظاهرة نفسية مهمَّة تستدعي العلاج.

الدواء الذي يفيدك يعرف باسم (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين)، دواء جيد، مضاد للقلق وللوسوسة وللمخاوف، ومحسِّنٌ للمزاج، ودراسات كثيرة أشارت أنه جيد لعلاج عُصاب ما بعد الصدمة.

الجرعة المطلوبة في حالتك من هذا الدواء هي جرعة صغيرة جدًّا، تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا)، تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (خمسون مليجرامًا) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هو دواء سليم وغير إدماني ومفيد جدًّا –أخي الكريم– ويمكن أن تُدعمه بدواء آخر يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، ويوجد منتج سعودي ممتاز لهذا الدواء يُسمى (جنبريد). هذا الدواء تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها صباحًا لمدة أربعة أسابيع، وبعد ذلك تتوقف من تناوله، لكن تستمر على الدواء الأول حسب ما وصفت لك، وإن قابلت طبيبًا فيُعتبر أمرًا جيدًا ومفيدًا إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً