الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاعر الخوف والوساوس تفسد حياتي وتحرمني من الاستمتاع.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أود أن أشكركم جميعا على هذا الموقع الرائع، والذي ساهم في علاج الكثير من المشاكل والأمراض، وهذا بفضل الله ثم بفضلكم.

لدي مشكلة مزعجة لا أعلم ما هي، سأروي لكم القصة كاملة من البداية إلى يومنا هذا، في أحد الأيام وأثناء عودتي إلى المنزل شعرت بدوار الرأس بشكل خفيف دون دوخة، ودون أي أعراض أخرى، فذهبت إلى النوم في الساعة 11 والنصف مساء، كنت منزعجا من حالة رأسي، وكان هناك ألم بسيط في المعدة، شعرت بالحرقة لأنني تناولت وجبة حارة، شربت القليل من الماء وذهبت للنوم، وفجأة استيقظت بعد ساعة لأن أحد أقاربي اتصل بي، أغلقت المكالمة، مع العلم أنني قبل النوم كنت خائفا من الجاثوم، فقد شعرت به، وكان الخوف طبيعيا ولم أفقد صوابي.

بعد إغلاق المكالمة أصبت ببرودة في الجسم، وتعرق في كامل الجسم، وخفقان، ورجفة، ذهبت إلى أبي وأوصلني إلى المستشفى، أجريت فحوصات القلب كاملة، وفحوصات السكر والضغط والدم، وجميعها و-لله الحمد- سليمة.

عدت للمنزل وفي اليوم الثاني عاودتني الحالة نفسها، والأعراض اقتصرت على الخفقان فقط، وأجريت التخطيط ولم أرى أي شيء، كل شيء ظهر سليما، المشكلة ليست هنا، تكمن مشكلتي حينما رجعت للمنزل شعرت بأن أيامي معدودة، وأنني سأموت فعلا، وعند الخروج من المنزل تأتيني حالة من الخوف بسبب الخفقان فأعود للمنزل، واستمر الحال هكذا لمدة شهر.

عزمت في نفسي على الخروج، وقلت في نفسي لابد من الخروج، فأنا لا أعاني من أي أمراض، وبالفعل خرجت وسافرت ولكل مكان ذهبت، لكنني لا أدري ما المشكلة، فأنا لا أعاني من الأمراض النفسية، وحياتي كانت سعيدة جدا، ما هي الحالة التي مررت بها؟ فعند الخروج من البيت يراودني بعض القلق البسيط ومخاوف من تكرار الحادثة، وأحيانا حينما أكون جالسا لوحدي أكون بحالة من السكون لا أعلم من أنا، وتمر لمدة دقيقتين وتذهب، وأحيانا أعاني من الهبوط والخفقان والتعرق، أعدت الفحوصات وكلها سليمة، أتوهم بأنني مريض أو موسوس، وأحيانا عند حمل شيء معين أشعر بالتعب، وأشك بأنني أعاني من الضغط أو السكر وأنا لا أعانيهما.

حالتي الصحية ممتازة لكن حياتي تغيرت للأسف، كل شيء تغير ما عدا التواصل والرياضة، لم أتركهما، مع العلم أنني أحب الاجتماعات، وعند الذهاب لها تذهب الحالة التي تأتيني، وكذلك مع كرة القدم.

ما هي المشكلة التي أعاني منها؟ فأنا تعبت ولا أعلم ماذا أفعل، علما أنني أشعر بالسعادة عند التواصل في الاجتماعات ولكن ليس كالسابق فلماذا؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماضي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه في المقام الأول هو نوع من القلق والتوتر والمصاحب بنوبات هلعية، نوبات هلع ورهاب ومخاوف وسواسية، -والحمد لله- طالما استطعت التغلب عليها أو مقاومتها فهذا أحسن، وهذا يعني أنك لا تحتاج إلى أدوية لعلاجها، فقط تحتاج إلى علاج نفسي، ويكون من الأفضل إذا تواصلت مع معالج نفسي -يا أخي الكريم-، طالما عندك الإرادة -ما شاء الله- ليقوم بتعليمك مهارات الاسترخاء وخفض التوتر وبعض المهارات السلوكية الأخرى، والتي -إن شاء الله- تساعدك في التخلص نهائياً من هذه الأعراض، والعيش حياة طبيعية، وفي رأيي لا تحتاج إلى أدوية، فقط تحتاج إلى علاج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً