الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الحوار مع الشخصية التي تميل إلى الانطوائية نتيجة الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المشكلة قديمة مع أخي الذي يبلغ 32 سنة، وهي أنه دائماً انطوائي بعيد عن الأسرة لا نعلم ما بداخله، وهذه التصرفات كانت تزعج أبي مما تجعله يتشاجر معه في كل وقت بمعنى أنهما لا يتفقان، ومرت السنوات وتدخلت في موضوع زواجه لأنه كان يرتاح لي كثيراً، وتم الزواج من زوجة من خارج العائلة تكبره بسنتين وتعمل معلمة خارج المنطقة (والوظيفة كانت شرطاً من شروطه) منذ خمس سنوات وأنجبت طفلين.

بدأت المشاكل بعد ترك وظيفته، أتدخل فيها وتنتهي لكن في الآونة الأخيرة منذ أسبوع تركت الزوجة الأطفال وعادت إلى مكان تدريسها مبررة أنها حرة ولن تعيش معه، الآن أصبح لا يطيق الكلام مع أحد وخاصة أبي، وأخذ يصفي محله المتواضع والتخلص من السيارة والتفرغ لشراء الأسهم وبيعها عن طريق الهاتف، وهذه التصرفات ليست غريبة عليه لأنه عرفناه دائماً بالتحمس لعمل مشروع صغير، وما إن يصل إلى منتصف الطريق حتى يتركه مهما كانت التكلفة، أرشدني كيف أتعامل معه وأرشده؟

بالعلم أنه عصبي جداً ولا يتقبل نصيحة أحد بدعوى أنه مبسوط.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يصعب تحديد طريقة تعامل معين مع هذا الأخ، ولكن الطريقة المثلى هي دائماً التواصل والحوار، فأرجو أن تفتحي قنوات الحور معه، دون محاولة أن تفرضي إرادتك عليه، وفي ذات الوقت تشعريه بالقبول لما هو معقول من أفكار، وتقومي بالنصيحة له فيما ترين أنه غير مقبول، ولكن بطريقة مبسطة، ودون استفزاز لمشاعره.

لابد أن تشعريه بأنك على علاقة طيبة معه، ولا تودين أن تفرضي رأياً أو تعامليه معاملة المعلم للتلميذ.

لا شك أن هذا الأخ أيضاً ربما هو يمر الآن بشيء من الاكتئاب، وصعوبة في التكيف، خاصةً أن زوجته قد تركته، وأرجو أن تبذلي بعض المحاولات مع الزوجة، أو عن طريق أهلها، وإذا وفقك الله لإصلاح ذات البين، فسيكون هذا إن شاء الله عملٌ كبير، ولا شك أنه سوف يُساعد أخيك في صحته النفسية والاجتماعية.

أرجع إلى النقطة الأولى، وهي أهمية الحوار؛ لأن الحوار هو أفضل وسيلة للتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يؤدي إلى التعقل في التفكير والهدوء في النفس، وعدم اتخاذ القرارات الخاطئة.

إذا استطعت أن تقنعي هذا الأخ أيضاً بتناول شيء من العلاجات النفسية البسيطة، من المجموعة التي تعرف بالمطمئنات، فربما يكون هذا شيء طيب، حيث يعرف عن هذه الأدوية أنها استرخائية، ومريحة للبال، وتقلل من التوتر والعصبية، والدواء الذي ننصح به في مثل هذه الحالة يعرف باسم موتيفال، والجرعة هي حبة صباح ومساء، لمدة ثلاثة أشهر.

لا شك أن هذا الأخ أيضاً سيستفيد كثيراً بالمحافظة على صلواته في المسجد، وتلاوة القرآن، والأذكار، والمسجد يُعتبر أفضل مكان ليجد فيه الإنسان من ينصحه ويوجهه، ويتكيف معه.

ممارسة الرياضة أيضاً ستفيد هذا الأخ؛ لأنها سوف تمتص الكثير من طاقات الغضب، وتجعله يُحسن التواصل مع الآخرين.

جزاك الله خيراً على اهتمامك بموضوع أخيك، ونسأل الله أن يصلح حاله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً