الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل السلوكي مع الطفل العنيد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني الصغير الوديع الذي لم يتجاوز العامين من عمره تحول إلى طفل عصبي ومتقلب المزاج، كثير البكاء بصوت لا يتوقف، يصرخ ويثور لأتفه الأسباب يحطم الأشياء ويسكب الماء في أرجاء الحجرة، ثم يلقي بنفسه على الأرض ويصرخ بأعلى صوته عند عدم تلبية أحد طلباته السخيفة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي ـ أختي الفاضلة ـ أن الغضب والعصبية والتمرد والعناد والصراخ من الأمور الطبيعية التي تصدر عادة من الأطفال الأصحاء الأقوياء، بل إننا نشك في صحة الطفل وسلامته إذا لم يغضب أبداً وإذا لم يصرخ على الإطلاق، فمثل هذا السلوك غير الطبيعي وهو يدل على أن بالطفل شيئاً من الشذوذ الذي يحتاج إلى علاج.

وهذه الظاهرة التي تتكلمين عنها مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة ومن مستلزماتها الأساسية، وهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم سواءا كانوا من الأهل أم من غير الأهل.

والغضب إذا كان متناسبا مع المثيرات التي تولده كان ذلك رد فعل طبيعي؛ فالطفل الذي لايغضب إطلاقا لا يمكن اعتباره سويا، وطفلك يريد أن يحقق شيئاً لم يستطع تحقيقه طبيعياً فلجأ إلى البكاء والصراخ ورمي نفسه على الأرض، وأحياناً يضرب رأسه على الجدار حتى يشد انتباهك له وتعطفي عليه وتحققي له ما يريد حتى وإن كان هذا الشيء تافها كما تقولين، وهذا ما يسمى بالسلوك السحري، أي أن الطفل يلجأ إلى هذه السلوكيات من أجل غرض يريد تحقيقه.

ولعلاج هذه الظاهرة يجب ما يلي:

1- النظر إلى سلوك طفلك بشيء من الهدوء والتسامح.

2- محاولة التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلك.

3- التنفيس عن الرغبات المكبوتة بإخراجها بصورة لائقة اجتماعياً وأدبيا.

4- لا تقاومي العصبية بالعصبية ولكن الأفضل هو محاولة الإقناع باللطف واللين لامتصاص الغضب، وهذا يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر.

5- إبدال شعور الإحباط بالعطف والتسلية.

6- لا تعرضي طفلك لمواقف إحباطية تخلق لديه ردود فعل متمثلة في العناد والتمرد والعصبية.

7- طرح الأسلوب البديل والإصرار عليه، بحيث تفهمين طفلك أنك لا تقدمين له هدية أو مكافأة إلا عندما يظهر السلوك الحسن.

8- لابد أن يكون الجو الأسري خاليا من الاضطرابات والمشاكل وأن تكونا القدوة الحسنة له؛ لأن هذا يقود إلى ردود فعل سلبية، تتمثل تارةً في العناد والتمرد والصراخ، وتارةً في الكذب والسرقة أو التخريب، وأحياناً أخرى بالتبول اللاإرادي، وما شابه ذلك.

9- إفهام طفلك أنه من الخطأ أن يعبر عما بداخله بهذا الأسلوب وعليه أن يعدله.

10- حاولي أن تصاحبي طفلك، ولا تستعملي معه الشدة، بل يكون أسلوبك في التربية اللين والرفق.

11- حاولي أن تحققي رغبات طفلك المشروعة دون المبالغة أو التدليل الزائد عن حده.

12- حاولي أن توضحي لوالده أن معاملته القاسية لطفله هي سبب في تطور عصبيته وعناده، وقد يجعله يكره الجو الأسري بأكمله.

13- عززي كلامك ونصائحك لطفلك بهدايا تدخل السرور على قلبه؛ وهذا سيزيل عنه المشكلة شيئاً فشيئاً، ويجعله يتقرب منك أكثر، ويسمع إلى كلامك ونصائحك.

14- يجب أن تكون معاملتك عادلة في البيت إذا كان لديك أطفال غيره؛ حتى لا تؤثر معاملتك هذه على إخوته.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً