الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حائرة بين العمل والزواج، وأمي تفضل أن أعمل، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من أجوبة شافية كافية لنا ولمجهوداتكم القيمة، فنحن فعلاً بحاجة إلى الاستشارة، وطلب الرأي في مواضيعنا اليومية.

أنا فتاة أكملت دراستي ولم أوفق للحصول على عمل، تقدم لي شاب معروف بحسن خلقه وسمعته، وأنا في حيرة من أمري هل أقبل عرضه أم أجتاز الامتحانات المقبلة لعلي أوفق للحصول على عمل.

أمي تلح علي أن أعمل، ففي نظرها إذا اختارت الفتاة طريق الدراسة فلا بد وأن يكلل ذلك بعمل كي تصبح ذات مكانة تليق بها وتفخر بها، كما أن أمي ترى أن الزواج ليس شيئاً مهما يجب الاستعجال فيه، لكني أريد أن أسس أسرة فكل صديقاتي من في سني وأصغر مني تزوجن، فما فائدة العمل والمال إن لم نحظ بزوج محب وأطفال صالحين.

المهم -حسب قول أمي-أن أعمل عاماً أو عامين ومن ثم إذا أردت أن أترك العمل لزواج أو لرغبة شخصية فلي ذلك.

علماً بأني لا أتقبل فكرة العمل؛ طموحي أن أدرس وأثقف نفسي بعيداً عن أجواء العمل، أرى سعادتي في أن أكون مع شخص يقدرني ويحبني لا في أن أعمل وأجني المال، علماً بأننا بحاجة إليه.

اقترحوا علي، جزاكم الله خيراً، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لثنائك على الموقع وخدماته ومرحباً بك.

ثقي أن أمك حريصة عليك، وتحب لك الخير، وترى من وجهة نظرها أن حصولك على العمل سيزيد من راحتك وسعادتك، وربما لا تعرف أن ارتباطك بزوج صالح وتكوين أسرة سعيدة هو مطلب ملح ومهم لك، ولو عرفت ذلك فأتوقع ستغير من فكرتها.

لذا أنصحك بإقناعها بفكرتك وبيان أن سعادتك تكمن في الزواج والذرية الصالحة، وأن العمل لا يمكن أن يعوض عن هذا الأمر ولا يقوم مقامه، خاصة إذا كنت تخافين على نفسك الفتنة، وتريدين العفة بالزواج؛ فالزواج مقدم على البحث عن العمل وأهم وأولى منه، وقناعة أمك أن الزواج ليس أمراً مهما للفتاة غير صحيحة، بل الزواج ركن أصيل في حياة الفتاة، ولا تشعر بطعم الحياة والسعادة إلا في ظل زوج يكرمها ويقوم على شأنها، وهو سنة الله في الأحياء وآية من آياته في الكون، وغريزة في الفطرة البشرية.

لذا عليك أن تستخدمي الأسلوب الأمثل في إقناع والدتك بتغيير فكرتها عن الزواج، سواء كان ذلك بالحوار الهادئ المباشر معها إن أمكن، أو إخبار شخص ثقة مقرب منها يقنعها بذلك، ويضاف لها أنه لا تعارض بين الزواج وإعفاف النفس وبين البحث عن عمل مناسب لك في المستقبل، خاصة إذا كان الزوج لا يرى مانعا منه.

إن وافقت أمك على ذلك فالحمد لله، وإن أصرت على رأيها، فعليك بالبر بها والطاعة لها واحتساب الأجر في ذلك، والصبر حتى تقتنع أمك أو ييسر الله أمرك، وثقي أن ما قدره الله لك سيكون في موعده، فكل شيء عنده بأجل، ومطلوب منا الأخذ بالأسباب والرضى بالقدر.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً