الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة وأريد الزواج بها لكن إخوتي يعاندونني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة، وأتمنى من الله ثم منكم أن ترشدوني للصواب، ألا وهي:

أحببت فتاة من قبيلتي، وبنفس القرية، راسلتني عن طريق الجوال وأحببتها، وعرفت أخيراً أنها أخت صديقي، وأحببت أن أصحح خطئي وأريد خطبتها.

أخبرت أهلي بذلك، وقالوا: سنسأل عنهم، لأنهم لا يعرفونهم، وسأل إخواني عنهم وقالوا لي: إن أحد والديها سيء السمعة، فاتركها. فقلت سأتركها، ثم إني لم أصبر إلا شهراً واحداً، وعدت أخبر أبي برغبتي الزواج بها، وسأل عنهم هو، وقال: ما يعيبهم شيء، ففرحت!

أريد أن أستشيركم، هل أخبر إخواني برغبتي؟ خاصة أنهم معاندون لي بسبب الذي ذكرته ويعرفونه، وأنا لا أستطيع أن أعيش إلا معها، وأنا طالب في الجامعة، وأريد خطبتها ريثما أتوظف، إذ بقي لي من التخرج سنة، فأرشدوني للصواب.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي الفاضل – وأشكر لك حسن ثقتك وتواصلك مع الموقع وحرصك على كمال دينك وعفتك بالزواج الشرعي، وفقك الله وسددك ورزقك الزوجة الصالحة والحياة السعيدة.

مشروع الزواج – حفظك الله ووفقك – مهم في تحقيق العفّة والسكن النفسي، وفي حاضر الإنسان ومستقبله ومصالحه الدينية والدنيوية، فهو أمر حساس ومفصلي في حياة الإنسان، ولذلك فمن الخطأ الكبير التعلق العاطفي المفرط بالفتاة إذا لم تكن المعرفة بها قوية، والاطمئنان إليها واضحاً، فكثيراً ما تغلب العاطفة والاستعجال على العقل والتأني والمصلحة، فإذا لم يحصل اطمئنان بالفتاة، فينبغي ترك الارتباط بها، واللجوء إلى غيرها ممن يحصل بها الثقة والطمأنينة ممن يصدق فيها قوله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، ومعنى قانتات: أي مطيعات لله ولأزواجهن، ومعنى حافظات للغيب: أي حافظات لأزواجهن في العِرض والمال والسر والأولاد ونحوها.

أما بخصوص سؤالك، فإني أنصحك بعدم الاستعجال والانجرار العاطفي إلى الفتاة، والحرص على الاستشارة، والسؤال عن الفتاة وأهلها والتثبت والاستيثاق من جوانب الخُلق والدين والأمانة لديهم، وذلك بسؤال العارفين بهم من أهل الثقة والأمانة أولاً، ومعلوم أنه لا يخلو الناس من الأخطاء والملاحظات والعيوب، لكن العيوب نوعان:

منها مالا ينبغي التسامح معه بحال أبداً، ولا يمكن إصلاحه، كالتهمة في العِرض مثلاً فيما لو ثبتت الفاحشة فيهم، ومنها ما يمكن التساهل فيه والغض عنه، كما يمكن إصلاحه بعوامل التربية والزمن ومجاهدة النفس، ويتسامح في حق عيوب أهل الفتاة مالا يتسامح في عيوب الفتاة نفسها؛ كونها المعنية بالزواج، والتي يترتب على الزواج منها المصالح والمفاسد.

من المهم هنا أيضاً التأكد من مدى قوة تأثير أسرة الفتاة – فيما لو ثبت السوء فيهم – عليها، واستجابتها لضغوطهم، حيث لذلك تأثير سلبي على الفتاة والزواج والأسرة، وأما إذا لم تكن عيوب أسرة الفتاة مؤثرة على سمعة أهلك وزواجك وسلوك زوجتك، فلا بأس ولا مانع من الاقتران بها، قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) أي لا يتحمّل الإنسان إثم غيره، وكلٌ محاسب بأعماله فحسب.

قبل كل ذلك فإني أوصيك بصلاة الاستخارة لله تعالى، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء متحيّناً أوقات الإجابة، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ).

أسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد ويلهمك الحكمة والصبر والهدى والصواب والرشاد، والزوجة الصالحة والحياة المطمئنة، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً