الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلف العقلي هل ينتقل وراثيا؟

السؤال

السلام عليكم.

شاب، أبلغ من العمر 30 عاما، وبصحة جيدة -والحمد لله- مقبل على الزواج، ولكن هناك هواجس
ومخاوف تؤرقني تتعلق بإنجاب الأبناء، حيث أخشى كثيرا أن يولد أحد أبنائي وهو يعاني من الصرع أو التخلف العقلي أو أحد الأمراض العصبية، ويعود خوفي هذا إلى كون أخي الذي يصغرني بست سنوات يعاني من إعاقة ذهنية.

أنا لدي أخ وأخت، أختي سليمة مثلي، أما أخي فيعاني منذ طفولته من التخلف العقلي، وعدم القدرة على نطق الكلمات بشكل صحيح، ثم أصبح يصاب بنوبات صرع متوسطة أو قوية إن صح التعبير عند بلوغه التاسعة، ووصف له الأطباء دواء " ديباكين" فبدأت النوبات بعدها في الانخفاض تدريجيا إلى أن اختفت تماما بعد أن تجاوز الثامنة عشر على ما أذكر، ثم استبدل له" الديباكين" ب"النيرولبتيل" وهو من مضادات الذهان.

نحن لا نعلم إن كان مرضه وراثيا أم لا؟! حيث أخشى أن يكون مرضا وراثيا متنحيا، وأن يكون موجودا لدى خطيبتي بصفة متنحية أيضا خاصة أن لها صلة قرابة بعيدة (قرابة قبلية إن صح التعبير)، ماذا علي أن أفعل؟! هل يمكن أن يكون ما يعاني منه أخي مرض وراثي متنحي أم لا؟ وهل توجد تحاليل وراثية معينة يمكنني القيام بها قبل الزواج لتفادي ما لا يحمد عقباه؟

أرجو إفادتي وتوجيهي إلى ما فيه الخير.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ramzi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا يمكن الجزم بما حدث لأخيك وهل الأمر له علاقة بنقص الأكسجين أثناء الولادة مما أدى إلى زرقة وصعوبة في التنفس، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تلف في خلايا المخ، أم أن هناك خللا في وظائف الغدة الدرقية ولم يتم تشخيصه؛ مما أدي إلى حالة من التخلف العقلي، أم أن هناك أمراضا أو متلازمة وراثية أدت إلى إنجاب طفل به مرض وراثي.

وعموما من بين الأمراض المشهورة التي تؤدي إلى التخلف العقلي متلازمة داون أو (down syndrome)، وهي متلازمة ناتجة عن خلل في أحد الكروموسومات الوراثية، وتؤدي إلى تسطح مؤخرة الرأس مع عينين واسعتين متباعدتين وميل العينين إلى أعلى، وآذان صغيرة مع كبر اللسان مقارنة مع الفم، وقد يكون اللسان بارزا مع ضعف العضلات وقصر القامة والتخلف العقلي، ومع فحص الكروموسومات نجد أن هناك خليا في الكرموسوم رقم 21.

وأثبتت الدراسات أن مستوى الذكاء لدى المصابين بتلك المتلازمة أقل من الطبيعي بالنسبة لأعمارهم بسبب إعاقتهم، كذلك فإن الأطفال المصابون بمتلازمة داون تزداد نسبة إصابتهم بمشاكل صحية تشمل: أمراض القلب الخلقية، وزيادة الإصابة بالالتهابات بسبب مشاكل في مناعتهم، مع حاجتهم إلى رعاية مستمرة.

وهناك فحوصات ما قبل الزواج تتم في بعض البلدان بصورة إجبارية قبل إتمام العقد، ويمكنكم إجراؤها لمزيد من الاطمئنان مثل HIV and other STDs)، وفحص (blood group) وعلى الأخص (Rhesus factor) كذلك فحص ما يخص أمراض الدم الوراثية مثل: (Sickle cell disease)، ومرض (thalassemia)، وفحص الكروموسومات وهي في الحال الطبيعي (44+ XY) وفيما يخص الإنجاب يتم فحص المني للشاب (semen analysis)، ويتم فحص بعض الهرمونات للفتاة مثل (FSH, LH, Prolactin, Testosterone, estrogen and progesterone) كذلك يتم فحص مؤشرات الالتهاب الكبدي لكلا الجنسين.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس Ramzi

    أخي لا يعاني من متلازمة داون حيث لا تبدو عليه أي من الاعراض التي سبق و ذكرتها مما يرجح أن مشكل حصل في الولادة ربما نقص الاكسجين مثلما تفضلت و ذكرت.مشكور دكتور جزيل الشكر على التوضيحات و دمتم في حفظ الله.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً