الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على الصلاة وأنصح إخوتي بالمحافظة عليها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، هذه استشارة من صديقتي التي ترغب بنصحكم وتوجيهكم.

لا أنتظم في الصلاة، وأقول لنفسي أنني أفضل الآن من قبل، حيث كنت لا أصلي أبدا، وأنني سوف أتعود على الصلاة تدريجيا، منذ سنة وأنا على هذا الحال بين شد وجذب، ولا أعتقد أنني صليت الفروض كاملة في يوم واحد، وأريد نصحكم لكي أنتظم في الصلاة، وأقترب من الله أكثر.

كلما تركت الصلاة شعرت بالحزن والبعد عن الله تعالى، ومحاولاتي للتقرب منه تسير في الاتجاه المعاكس، فكيف أرجع للخلف بعدما نويت التحسن؟

أرسلت لكم استشارة سابقة عن نمو بذرة الدافع، لأكون أكثر حرصا على تعلم أمور ديني والصلاة، وغيرها من العبادات، بسبب شعوري بالغيرة من المسلمين غير العرب، كيف إنهم لا يعلمون العربية، ويعرفون في الدين أكثر مني؟

قد أبدو وقتها طفولية، ولكنني فخورة بهذا التفكير، لأنه دفعني للأمام فأدركت أهمية التقرب لله، فكيف أتقرب أكثر من الله، وكيف أشعر بهذا القرب في حياتي؟

كما أريد نصح إخوتي أيضا، فلدي أخ أصغر مني، في السادسة عشرة من عمره، وأخت في الرابعة والعشرين من عمرها، إن حدثتهم عن الصلاة وضرورة الحرص عليها، أجدهم يتقبلون كلامي، لكنني لا أراهم يصلون، خاصة أخي، الذي يصلي الجمعة فقط، وأحيانا يفوتها.

أنما أختي التي تعمل في مدرسة لتعليم العلوم الشرعية، أظن اختلاطها بهذه البيئة يجعلها تصلي خارج المنزل، لا أعلم، ولكنني لا أراها تصلي إلا أحيانا، ولم أشعر بأي تغير عليها، كأن جو المدرسة التي تعمل بها لم يؤثر عليها.

ملحوظة: هي ليست معلمة، ولكنها قائمة بمهام تنظيمية، وهذه المدرسة تعد كمركز للتعليم وبه دورات، وليست مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، فاريد نصحهما لكي يستمعا لي، أشعر أن طريقتي غير مُجدية، فما توجيهكم لي؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً وسهلاً بك في موقع الشبكة الإسلامية، -أختي الكريمة- فهمت من رسالتك عدة أمور:

أولها: أنك فتاة التزمت وشرعت في المحافظة على الصلاة، ولكن لديك تقصير، ولذلك عليك أن تأخذي بوسائل الثبات على الدين حتى يقوى في نفسك تعظيم قدر الصلاة، ثم تحرصين على المحافظة عليها من غير تكاسل أو إهمال، ووسائل الثبات تكمن في الآتي:

* عليك بقراءة القرآن بتدبر وتعظيم لكلام الله تعالى. 

* استشعري عظمة الله -عز وجل-، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها وعقل معانيها، فهذا يعينك على حسن العمل، ومراقبة الله في كل وقت.  

* اطلبي العلم الشرعي، لأن العلم سبب رئيس لزيادة الإيمان.

* الزمي حلق الذكر مع الأخوات الصالحات، فيمكن أن تستفيدي من نصحهن وتوجيهن.

*المداومة والاستكثار والمسارعة إلى الأعمال الصالحة بكل أنواعها، من صلاة وصيام وذكر وغير ذلك، وملىء الوقت بها، مع الإخلاص لله تعالى، والمتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- عند أداء العبادات.

* أحسني إلى الوالدين والارحام والفقراء والمساكين، فكلما قدمت لهم عونا أعانك الله وأصلح من شأنك.

* الإكثار من ذكر الموت، وأنك الآن في دار عمل، وغدا ستكونين في دار حساب.
 
* اقرئي في ما كتب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، حتى يزداد يقينك بالله تعالى؛ وما جاء في شريعته.

* إذا أذنبتِ فسارعي للتوبة إلى الله، وحاسبي نفسك إذا قصرتِ في الطاعات، أو اقترفتِ المعاصي.

وثانيها: حرصك على نصحك لإخوانك وأخواتك في المحافظة على الصلاة، وقد حصل منهم تجاوب وتقبل لنصحك، وهذا يدل على أنهم على خير، ولكن وكما ذكرت لا يحافظون على الصلاة بالشكل المطلوب وهذه مشكلة، والذي يمكن أن نشير به في ذلك، عليك أن تدعي لهم بظهر الغيب بالهداية، وعليك تكرار النصح مرات متعددة، مع تنوع الأساليب الجامعة بين الترغيب والترهيب، ويمكن أيضا أن تدليهم على الأخذ بوسائل الثبات التي ذكرتها لك، ويمكن أن تهدي لهم بعض الهدايا حتى تكبر مبتحتهم لك، ويستمعون لنصحك.

وفقك الله إلى مرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً