الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي أغلب الأحيان معكر والأدوية حسنت أعراض القولون فقط!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعاني من حالة قلق وتوتر، واكتئاب ذهاني، وصف لي الطبيب النفسي حبة دوجماتيل جرعة 200 ملجم قبل النوم، مع حبة زولوفت بجرعة 50 نهارا، ولكن لم تتحسن حالتي بالشكل المطلوب، فمزاجي أغلب الأحيان معكر، وليس لدي أي دافعية لعمل أي شيء، وشعور باليأس والإحباط، رغم أنني أشعر بتحسن طفيف مع تناول هذه الأدوية، وتحسنت أعراض القولون العصبي بشكل كبير، خاصة مع الدوجماتيل.

لم أتناول الدوجماتيل كما وصفه لي الطبيب، ولم أتقيد بوصفاته تخوفا من هذا الدواء، وآخذ الدوجماتيل بجرعة 100 ملجم، أي أقوم بقسمتها نصفين، وآخذ النصف قبل النوم -كما قلت-، خوفا من الآثار الجانبية المتوقعة.

منذ فترة 3 أشهر أواظب على هذه الجرعات، لكن -كما قلت- أغلب الأحيان مكتئب وسيئ المزاج ومحبط، فما السبب؟ وهل يمكنني استبدال زولوفت، أم إضافة شيء آخر لتحسين مزاجي لزيادة نشاطي وحيويتي، وإزالة حالة اليأس والإحباط التي تراودني؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

القلق والتوتر قد يستجيبان لمضادات الاكتئاب من فصيلة الأس إس أر أيز، والزولفت هو أحد هذه الأدوية، أما الدوجماتيل فهو في الأساس مضاد للذهان، ولكنه بجرعات صغيرة يساعد في علاج القلق، وبالذات أعراض الجهاز الهضمي التي تكون مصاحبة للقلق، أو أحياناً ما يعرف بالقولون العصبي.

والجرعة قد تكون 50 مليجراما مرة مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، وقد تكون هذه كافية في كثير من الأحيان، ولذلك لا بأس عندما بدأت بـجرعة 100 وتحسنت عليها، الطبيب قد يكون اعتبر أنك تحتاج إلى جرعة كبيرة، وقد لا يتيسر لك المتابعة معه، ولذلك بدأ بجرعة كبيرة، ولكن طالما تحسنت على 100 مليجرام، وتحسنت بالذات أعراض القلق والتوتر -كما ذكرت-، وأعراض القولون فهذا شيء جميل وطيب.

أما بخصوص الزوالفت والاكتئاب إذا كان بعد شهرين كاملين لم يكن هناك أي نوع من التحسن، فإذاً يجب عليك استبدال الدواء بدواء آخر، أما إذا كان هناك تحسن جزئي على الزوالفت، فهنا قد تحتاج فقط إلى زيادة الجرعة، من 50 مليجرام إلى 75 مليجراما، ثم بعد أسبوعين إلى 100مليجرام، وتنتظر لترى هل هناك استفادة أكثر أم لا، ولكن إذا لم تستفد عليه على الإطلاق بعد مرور شهرين فهنا يجب استبداله بدواء آخر، ويستحسن أحياناً في هذا أن يكون الدواء من فصيلة أخرى، من فصيلة أخرى غير الفصيلة التي أخذتها، أو أحياناً يستجيب المرء إلى دواء آخر من الفصيلة ذاتها، فصيلة الأس أس أر أيز، أو إذا أردت أن تستمر على الزوالفت، لأن هناك تحسنا بسيطا، وأردت أن تضيف إليه دواء فهنا يجب الإضافة من فصيلة أخرى.

أسماء الأدوية التي يمكن إعطاؤها بعد التوقف عن الزوالفت: يمكن أن تأخذ دواء الفلوكستين 20 مليجرام هو من فصيلة الأس أس أر أيز، ولكنه يزيد النشاط أكثر، ولا يؤدي إلى الخمول، وأيضاً السيرترالين هو من أدوية الأس أس أر أيز، وأثبتت فاعليته في الكثير مع المرضى، وأيضاً السبرالكس، أما من الفصائل الأخرى فهنا يحضرني دواء الفلافاكسين، فهو أيضاً دواء فعال، والدلوكستين، هذه كلها أدوية تساعد على علاج الاكتئاب والقلق والتوتر المصاحب، ولا تنس -يا أخي- أيضاً العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، فهذا أيضاً مفيد، والجمع بينهما أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً