الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التأتأة وعدم القدرة على مواجهة الناس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر هذا الموقع الرائع بل أكثر من رائع؛ لما يحتويه من قضايا واستشارات مهمة ومفيدة، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، في المنزل أتحدث بكل طلاقة ولباقة دون أي مشكلة، وأستطيع أن أقول ندوات وخطبا وأنا وحدي أو بصحبة صديق، وأستطيع أن أكون مؤذنا وإماما في الصلاة، لكني لا أستطيع الكلام أمام الناس سواء المعارف أو الغرباء.

عندما شاركت في محاضرة شعرت أن بعض الكلمات التي لا تريد أن تخرج، وكنت أجاهد نفسي على إخراجها ولكن دون جدوى، وأحسست بوجود ضغط عند الصدر.

مشكاتي تكون في بداية الكلام، فإن استطعت النطق بالحروف الأولى أنطلق بعدها، لكني أتعثر في الحرف الأول من الكلمة وتصيبني التأتأة وأبدأ في تكرار الحرف، وكل ذلك حسب الموقف، فأنا أستطيع تكوين جمل في مواقف لا أستطيع تكوينها في مواقف أخرى، وتبدأ المشكلة عند التحدث المباشر مع أشخاص ينصتون لكل كلمة أقولها.

إذا كان يوجد علاجا دوائيا أرجو ذكر اسمه العلمي لو تكرمتم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء -أيها الفاضل الكريم- لا توجد لديك مشكلة أساسية، كل الذي تعاني منه هو ما نسميه بالرهاب الاجتماعي الظرفي البسيط، أي أنت عند مواجهات خاصة تحس بشيء من التلعثم وكتمة في الصدر ولا تحس أن لسانك منطلقاً وتأتيك بعض التأتأة البسيطة، بصفة عامة حالتك بسيطة كما ذكرت لك وأرجو أن تطمئن، وهذا النوع من الخوف الاجتماعي يكون مكتسباً، بمعنى أنك ربما تكون مررت بتجربة قد لا تذكرها الآن، في تلك التجربة تعرضت لموقف اجتماعي نتج عنه شيء من الخوف، وقد تكون أحسست أنك تحت مراقبة الآخرين، هذا هو السبب في أغلب الظن.

والعلاج -أيها الفاضل الكريم- يجب أن لا تراقب نفسك أثناء التحدث، تجاهل ذلك تماماً، اسع لأن تكثف من نشاطاتك الاجتماعية خاصة مشاركة الناس في مناسباتهم وأن تكون متواصلاً اجتماعياً، وأن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية، وأيضاً جالس أحد المشايخ لتتعلم منه ترتيل وتلاوة القرآن ومخارج الحروف ومداخلها بصورة صحيحة، هذا يفيدك تماماً.

بجانب ذلك سأصف لك دواء بسيطاً سوف يساعدك كثيراً، الدواء يسمى سيرترالين هو دواء سليم والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة جداً، الحبة الواحدة تحتوي على 50 مليجراما، أريدك أن تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجراما تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً