الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أعراض جسدية ونفسية وأخاف من آثار الأدوية.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ سنة ونصف من الدوخة وصداع، وضربات القلب السريعة، والإحساس بعدم الاتزان، وعملت كافة التحاليل والأشعة -والحمد لله- سليمة، وعملت رنينا على المخ وأيضا سليم، وكشفت على الأنف والأذن والباطنية وأعطوني فيرسيرك وأدوية للقولون مثل: الليبراكس والكولونا، وارتحت عليها فترة، ولكن الآن لا تأثير لها.

أخيرًا دكتور المخ والأعصاب أعطاني دواء دوجماتيل، والصراحة ارتحت عليه كثيرا، وأخذته لمدة شهر، ولكن رفع هرمون الحليب إلى ١٠٠٠ وتوقفت عنه.

فهل آخذ فلوكستين ٢٠ بديلا له، ولكني خائفة أن يؤثر على الهرمونات، أو لا أستطيع التوقف عنه؟ وما هي جرعته؟ ولمدة كم شهر؟ وكيفية التدرج في التوقف عنه؟

وأريد أن أسأل هل أستطيع أن أشفى بدون أخذ أدوية نفسية؟ فأنا خائفة من هذه الأدوية من أن يكون لها تأثير على المخ والجسم أو وظائف الكلى والكبد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن أعراضك نفسوجسدية، الشعور باضطرابات القلب السريعة والإحساس بعدم التوازن والشعور بالدوخة والصداع كلها مرتبطة ببعضها البعض، وهذه الحالات النفسوجسدية يكون القلق هو المكون الرئيسي أو الدافع الرئيسي لها.

خطة العلاج يجب أن تكون مبنية على أساس، أولاً: أن تكون قناعاتك قوية جداً أن هذه الحالة ليست خطيرة أبداً، حتى وإن كانت مزعجة لك، والأمر الآخر وهو مهم جداً أن لا تترددي كثيراً على الأطباء، إنما اعتمدي على ما نسميه بالفحص الدوري أن تذهبي مثلاً لطبيب الأسرة مرة كل ثلاثة أو أربعة شهور من أجل الفحوصات الدورية العامة.

والنقطة الثالثة وهي أيضاً مهمة، وهذه نسميها صرف الانتباه عن الأعراض، بأن تستثمري وقتك، وتديره بصورة أفضل، أن تنخرطي في قراءة، اطلاع، اهتمام أكثر بالشؤون الأسرية، ممارسة رياضة مناسبة بالنسبة لك، تواصل اجتماعي مثمر وجيد، وأن يكون لك مشروع للحياة، مشاريع الحياة تعني أن يقدم الإنسان لنفسه شيئا يفيده في الدنيا والآخرة، مثلاً حفظ أجزاء من القرآن هذا مشروع حياة، دراسات إضافية هذا أيضاً مشروع حياة، وكل إنسان يختار حسب ما يناسبه، المهم في نهاية الأمر أن لا يترك مجالا للفراغ الذهني والفراغ الزمني.

ونصيحتي الأخرى لك هي أن تطبقي التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرج، تمارين الشهيق الزفير، قبض العضلات وشدها، وإرخائها وتوجد في هذا السياق برامج كثيرة على شبكة الإنترنت توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، هذا هو العلاج الأساسي لك، أما الدواء فيساعد وأعتقد أنك تحتاجين لتناول الدواء في أضيق نطاق، بمعنى أن تتناولي دواءً بسيطا وسليما وبجرعة بسيطة، ولمدة ليست طويلة، والبروزاك قد لا يكون دواء جيداً بالنسبة لك؛ لأنه دواء استشعاري يرفع من يقظة الإنسان، وأنا ألاحظ أنك في الأصل قلقة ومتيقظة، فالبروزاك قد لا يكون هو الدواء المناسب.

أرى أن الزوالفت والذي يسمى سيرترالين سيكون الأفضل بالنسبة لك، وكما ذكرت لك الجرعة تكون صغيرة، ومدة العلاج ليست طويلة، يمكن أن تبدئي بالزوالفت، وهو سيرترالين بجرعة نصف حبة 25 مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

الزوالفت -الحمد لله تعالى- لا يرفع هرمون الحليب، ولا يؤدي إلى الإدمان وهو دواء سليم جداً فقط أحد عيوبه البسيطة أنه قد يفتح الشهية نحو الطعام، إن حدث لك شيء من هذا أرجو أن تتخذي التحوطات اللازمة لمنع زيادة وزنك.

بالنسبة للدوجماتيل نعم هو دواء رائع جداً لعلاج الأعراض النفسوجسدية، لكن بالنسبة للإناث رفع هرمون الحليب يعتبر إشكالية كبيرة، أنت الآن توقفت عنه -إن شاء الله تعالى- سوف يرجع الهرمون لوضعه الطبيعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً