الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غازات وانتفاخات وإمساك وآلام البطن، هل هي أعراض القولون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خير الجزاء لما تقدمونه.

عمري 27 سنة، أعاني من غازات وانتفاخات وآلام في البطن، وإمساك وصعوبة التبرز أحيانا، ومغص خفيف منذ ستة أشهر، علما أن الغازات تختفي وتعود.

أيضا أعاني من التوتر والخوف من الأمراض والمستشفيات، لذلك لم أراجع الطبيب، وأعاني من الدوخة وعدم الإتزان أحيانا، فهل هو القولون العصبي؟ وهل الدوخة من القولون أم من الأذن؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hessah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة هناك علاقة وثيقة بين الإمساك وبين القولون العصبي، حيث أن نقص السوائل والألياف الطبيعية يؤدي إلى الإمساك ويؤدي إلى القولون، وما يصاحب ذلك من غازات ومن الشعور بالامتلاء والانتفاخ.

كما أن هناك علاقة بين القولون العصبي وبين الحالة النفسية والمزاجية؛ لأن القولون يحتوي على مستقبلات عصبية تتفاعل مع التوتر وحالات الانفعال، وكذلك مع تناول الأطعمة التي تحتوي على توابل حارة؛ مما يؤدي إلى إرسال إشارات حسية إلى المخ، والذي بدوره يقوم بإرسال إشارات حركية لعضلات القولون، مما يؤدي إلى تقلصها وزيادة الألم وعسر الهضم، وهذا يؤدي إلى تحجر البطن والانتفاخ، وينطبق هذا المعنى على الوجبات الدسمة، خصوصا مع نقص كمية الألياف، والسوائل في الطعام.

ولذلك فإن محاور علاجك تتلخص في تجنب الإمساك وعلاج القولون، كذلك فإن الخوف المرضي والخوف من المستشفيات والتوتر يرجع إلى اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي المهم في المخ والأعصاب، واضطراب ذلك الهرمون يؤدي إلى الخوف المرضي والتوتر والقلق، وضبط مستوى ذلك الهرمون يحسن الحالة النفسية والمزاجية.

وللتخلص من مشكلة الإمساك: يجب زيادة كمية السوائل والألياف في الطعام، ويمكن الحصول على السوائل من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول فاكهة وعصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة والملوخية والبامية، وسلطات الأعشاب الخضراء مثل: الخس والشبت والبقودنس، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها.

ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول الحبوب مثل: شوربة الشوفان وجريش القمح والبرغل والقمح النابت والأرز البني على أن يكون ذلك نظاما غذائيا مستمرا، مع الحاجة إلى تناول أقراص الخميرة قبل الوجبات للمساعدة على الهضم؛ لإحتوائها على بعض الخمائر، وتناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط، مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال -قدر الإمكان- من شرب الشاي والقهوة؛ لإحتوائهما على مواد تؤدي إلى الإمساك.

وهناك الكثير من الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى هرمونسيروتونين، ومن أفضلها تناول حبوب escitalopram أو (Cipralex)، ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 أيام، ثم العودة إلى جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي، مع العلم أن مفعول الدواء يبدأ في الظهور بعد 15 يوما من تناوله، فعليك الصبر على ذلك.

مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع تناول منتجات الألبان، وتناول حبوب كالسيوم 300 مج مرتين في اليوم لمدة شهرين على الأقل صباحا ومساء.

وقد يؤدي تراكم الشمع في الأذنين إلى الدوار والدوخة، ولذلك من المهم توقيع الكشف الطبي على الأذن، وإزالة الشمع عند الطبيب في حال وجوده، ومن المهم النوم الجيد ليلا لمدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، والقيلولة لمدة ساعة ظهرا، وعدم التعرض للإجهاد البدني.

ولعلاج الدوار يمكنك تناول حبوب بيتاسيرك: betaserc 16 mg ثلاث مرات يوميا لمدة شهر، ثم عند الضرورة بعد ذلك، وسوف يمن الله عليك بالعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً