الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فكر سلبي وسواسي يسيطر عليّ، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأشكر جهودكم المبذولة لما فيه خير للناس.

أنا شاب، عمري 40 سنة، طولي 169 سم، وزني 67 كيلو، أعاني منذ عدة شهور من الوسواس من أي شيء، ومن الفكر السيء، وبعض الأحيان تكثر عندي حالة التجشؤ، وعندما أتجشأ أشعر بارتياح عام، وفي بعض الأحيان ينتابني شعور بأني سأموت، فأهرب إلى الفراش للهدوء والاسترخاء، وهذه الحالة تشتد في فصل الشتاء، ويرافق هذه الحالة رغبة لدخول الحمام، فأشعر بارتياح تام لا أعلم ما هو؟

كما أن هناك بعض الأطعمة التي تزعجني وتسبب لي الحالة كالبصل والثوم أو الحامض، وهذه الحالة تصيبني مرة في كل شهر أو كل أسبوع، ليس لها وقت معين، وأنا كثير التفكير والخوف من المستقبل، مع العلم أني إنسان اجتماعي، ولكني أتحسس جدا من الكلام الذي لا يعجبني، وأفكر فيه كثيرا، فتأتيني تلك الحالة.

وعندما أشرب النعناع يرتاح جسمي كليا مع حبة ليبراكس، فما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ammar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك أعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية، فأنت لديك مكون الوسواس والمخاوف وشيء من القلق، وفي ذات الوقت لديك هذه الأعراض مثل التجشؤ والرغبة لدخول الحمام أكثر مما هو مطلوب، هذه يا أخي أعراض جسدية من وجهة نظري سببها هو القلق المرتبط بالمخاوف والوساوس، موضوع الانشغال بالمستقبل والخوف منه هذا يشوب الآن كثيراً من الناس، والمبدأ الأساسي هو أن يسعى الإنسان إلى أن يجعل مستقبله مستقبلاً زاهراً ومتفائلاً وأن يتوكل الإنسان على الله تعالى ويأخذ بالأسباب.

ويا أخي: الانخراط في الفكر التشاؤمي يعالج من خلال رفض هذا الفكر واستبداله بفكر مخالف له، مع الإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزيل الكثير من الكرب والمحن والهموم، وأريدك أن تجعل لحياتك معنى حقيقي، أن تجعل لنفسك أهدافا في الحياة، وتضع الطرق والآليات الممكنة التي توصلك إلى أهدافك، هذا أيضاً يساعد الإنسان كثيراً ويجعلك قطعاً شخصاً إيجابياً يزول عنك القلق، ممارسة الرياضة وجد أنها مفيدة جداً، فالرياضة تجدد الطاقات وتعطي للإنسان طاقات إيجابية مخالفة لما هو سلبي، كما أن الرياضة تنشط بعض المواد الدماغية التي لها علاقة بالقلق والمخاوف والاكتئاب، فهي تنشطها بصورة إيجابية مما يحد من ظهور الأعراض النفسية.

أنصحك أيضاً أن تتجنب الكلام أثناء الأكل؛ لأن كثير من الناس يتكلمون أثناء الأكل ويبتلعون الهواء، وابتلاع الهواء هذا هو الذي يؤدي إلى كثرة التجشؤ، ممارسة أي نوع من التمارين الاسترخائية سوف تفيدك، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أرجو أن تطلع عليها وتطبق ما بها من إرشادات، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

النعناع بالفعل مفيد، أما حبة الليبراكس فهي تحتوي على مهدئ لطيف جداً يساعد كثيراً في حالات القلق المرتبط بالجهاز الهضمي، فلا بأس من استعماله، لكن يفضل أن لا تداوم على تناوله؛ لأنه ربما يؤدي إلى التعود، مثلاً تناوله بمعدل مرتين إلى ثلاثة في الأسبوع لا مانع في ذلك، ويمكن أن تضيف له دواء آخر ممتازا لعلاج القلق والتوتر والمخاوف، الدواء يعرف باسم زوالفت، واسمه العلمي سيرترالين، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام، تتناولها يومياً ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء مفيد ونسأل الله تعالى أن ينفعك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً