الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب خوارج الانقباضات والدوار وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري ٢٣ سنة، في بداية عام ٢٠١٧ في شهر فبراير بدأت أشعر برفة في الصدر، ذهبت لطبيب القلب، وقام بإجراء تخطيط القلب، وتصوير الإيكو، وأخبرني أن ذلك يسمى (premature ventricular complexes)، وأنه أمر طبيعي وشائع بين الناس.

طلب الطبيب عدم تناول أي شيء يحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة، وطلب التخفيف من تناول الشوكولاتة، وبالفعل بدأت الأعراض تخف تدريجيا، ولكنها لم تذهب، والأعراض تتكرر بين فترة وأخرى.

منذ فترة قليلة لاحظت أنني عندما أصعد لمكان مرتفع أشعر بتسارع النبضات، وقصر النفس، وأحتاج للتوقف قليلا حتى تذهب الأعراض.

لاحظت أيضا تكرار ظاهرة غريبة، بأنني أستيقظ من النوم وأشعر بالدوار بشكل شديد، ورغبة في التقيؤ، وتستمر لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات ثم تزول، فهل لهذه الأعراض علاقة بحدوث (pvc) أم لا؟ وهل يوجد خطورة من هذه النبضات الزائدة؟ وهل هو شيء طبيعي، أم أنني أحتاج إلى زيارة الطبيب؟

ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوارج البطينية (premature ventricular complexes)، تعني نشوء نبضات وموجات كهربائية من منطقة غير المنطقة الأصلية الموجودة في الأذين الأيمن (SAN)، وهي تعني الخروج عن نظام القلب الطبيعي، وهناك أسباب مرتبطة بالقلب نفسه، وأسباب ليس لها علاقة بأمراض القلب، وطالما أنك في العشرينات من العمر، ولا تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، ولا يوجد مشاكل في صمامات القلب، فلا قلق من تلك الخوارج البطينية، حيث أن أسبابها في تلك الحالة غير مرتبطة بالقلب نفسه.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى تلك النبضات الغريبة على نظام القلب هو الأنيميا، أو فقر الدم، وهي أكثر الأسباب شيوعا وانتشارا في الإصابة بخوارج الانقباض، فدائما ما يشكو المصابون بفقر الدم من اضطراب ضربات القلب بشكل ملحوظ، كذلك فإن نقص بعض الفيتامينات والعناصر الهامة في الجسم مثل فيتامين (د)، والكالسيوم، وأمراض الغدد المختلفة، مثل: النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية، والإجهاد البدني، كبذل مجهود زائد، والإجهاد النفسي، والوقوع فريسة للمخاوف والمتاعب النفسية والضغوط قد يؤدي إلى بعض الاضطراب في نبض القلب.

ولذلك من المهم فحص صورة الدم، وفيتامين (د)، وفيتامين (B12)، والهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، وفحص الكوليتسيرول (TC)، والدهون الثلاثية (TG)، وأنصح بأخذ أخذ حقنة فيتامين (د)، جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب، مثل (neurobion)، يوما بعد يوم عدد ست حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول كبسولة واحدة من أوميجا 3، وكبسولة رويال جلي يوميا لمدة شهرين أيضا، ثم مراجعة الطبيب بعد ذلك.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم، لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى (Endorphins)، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان (morphine-like chemicals)، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وليس للدوار أو الغثيان علاقة بالخوارج، ويفضل زيارة طبيب انف وأذن لتوقيع الكشف الطبي على الأذن، وإزالة التراكم الشمي في القناة السمعية إن وجد، ولا مانع من تناول حبوب بيتاسيرك 16 مج، ثلاث مرات يوميا لعلاج الدوار.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً