الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل عرض صحي أشعر به أعتقد أنه سرطان، فهل حالتي نفسية؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 39 سنة، طولي 158 سم، ووزني 55 كلغ، متزوج وأب لطفلين، في سنة 2007 شعرت بتسارع في نبضات القلب وعرق وخوف شديد، وأدركت أنها النهاية، ذهبت إلى العيادة وأجريت مجموعة تحاليل وتخطيط القلب، وكانت الأمور جيدة.

منذ ذلك اليوم وأنا مستمر على زيارة الأطباء، وإجراء التحاليل وعشرات الإيكو على القلب ومنظار للقولون أربع مرات، وسافرت لإجراء المنظار، وكانت النتائج سليمة.

توفيت أمي بجلطة، وعمي بسرطان القولون، لذا أخاف من الإصابة بالسرطان، وأشعر بالرعب كلما سمعت بموت شخص ما بسكتة أو بمرض عضال، وأتفقد أطفالي دائما.

منذ سنتين أذهب إلى عيادة الباطنة كل عشرة أيام، أشعر بقلق دائم حول الصحة، أتفقد جسمي كل يوم من لون البراز والبول، وأتابع نبض القلب شهريا، وأقيس الضغط أكثر من 3 مرات في اليوم، علما أني لا أعاني من الضغط، وأعاني من الغازات والقلق المستمر.

أخاف من السفر وحدي، وكلما شعرت بالسعادة أقول أنها النهاية، ألم الكتف أو المعدة يشعرني أنه سرطان، أستعمل الدواء والمضاد الحيوي للجرح البسيط، وأراقب وزني كل أسبوع، أخاف أن ينقص؛ لأني قرأت أن من أعراض السرطان نزول الوزن.

راجعت طبيبا نفسيا مشهورا، ووصف لي زوالفت، ولم أستعمله خوفا من المضاعفات، وشعرت بألم في البطن، فأجريت تحليل البراز، وتبين وجود ديدان دبوسية، علما أني دائما أعاني من الديدان والجارديا، فهل حالتي نفسية أم عضوية؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سلامة الفحوصات والإيكو تؤكد أنك غير مصاب بأمراض عضوية في القلب، وأن الأعراض التي تعاني منها مرتبطة بالخوف المرضي أو مرض الفوبيا phobia، وهناك حالة مشابهة يطلق عليها Post-traumatic stress disorder أو (PTSD)، أو التوتر الناشىء عن التعرض إلى حالة مرضية، أو معايشتها مثل معايشتك لوفاة أحبابك بمرض السرطان والجلطة.

وهذا مرض نفسي من نوع العصاب neurosis، يحدث فيها خلل في مستويات الهرمونات المسؤولة عن توصيل الإشارات العصبية، وتسمى هذه الهرمونات Neurotransmitters، ومن أهمها سيروتونين وعند ضبط مستوى هذه الموصلات العصبية تتحسن الحالة إن شاء الله.

ودواء zoloft أحد الأدوية التي تنتمي لمجموعة SSRIs، والتي تضبط مستوى تلك الموصلات العصبية، ولذلك لا بأس من تناوله لأنه سوف يضبط لك الحالة النفسية والمزاجية تماما، ويخلصك من الأعراض التي تعاني منها -إن شاء الله-، على أن يتم تناول الدواء مدة لا تقل عن عام كامل.

ولا مانع من فحص فيتامين ( د )، وفيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وكثيرا ما نجد فقر دم ونقص شديد في فيتامين D، وهذا بدوره يؤدي إلى ألم في المفاصل والأربطة والصداع والدوخة والخفقان، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل يؤدي إلى تحسن الحالة.

وفي حال تعذر الفحص يمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 16 أسبوعا، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، وتناول مسكن للألم مثل كبسولات celebrex 200 mg مرتين في اليوم، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل neurobion يوما بعد يوم لعدة جرعات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا عماد

    شكرا دكتور علما اني اجريت تحليل غدة وتحليل cpc وكانت النتيجة ممتازة في النطاق الطبيعي وشكرا

  • الإمارات فاطمة

    أعاني من نفس الحالة و اكاد افقد عقلي أعانني الله وإياك.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً