الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي سرعة في ضربات القلب وضيق في التنفس، وجميع الفحوصات سليمة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، كنت مدخنا لمدة 7 سنوات، حتى شعرت بضربات قوية جدا، ثم بطيئة في القلب قبل شهرين، فشعرت بالخوف والتوتر، فذهبت للطوارئ، وأجريت تخطيطا للقلب، وأشعة للصدر، وكانت النتائج سليمة.

ما زلت على تلك الحال لمدة 15 يوما، أنام وأستيقظ على ضيق في الصدر، وأعود للطوارىء، وتظهر النتائج سليمة أيضا.

أجريت صورة للدم كانت سليمة، بينما أعاني من جرثومة المعدة، ونقص في فيتامين (د)، وصل إلى 5 فقط، وما زلت أشعر بسرعة ضربات القلب، وضيق في التنفس، وتنميل في الوجه والأطراف، وجميع الفحوصات سليمة، فما تشخيصكم لحالتي؟

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الحالة هي حالة نفسية، ولا شك في ذلك، ونتجتْ عنها أعراض جسدية، ما تشعر به من ضيق وكتمة في الصدر، وعدم ارتياح، وتخوّف، حتى الشعور بالانتفاخ في الأقدام واليدين: هذا كله ناتج من القلق، والقلق وما يحتويه من توتر يتحول لدى بعض الناس إلى توتر جسدي، وأكثر العضلات التي تتأثّر هي عضلات القفص الصدري، وينشأ عن ذلك تخوّف كبير بأن هذا الأمر سوف ينتهي بذبحة قلبية -أو شيء من هذا القبيل- لذا يأتيك مَن يقول لك أنا أشعر بقُرب المنية، وهذا هو الذي حدث لك.

هذه الحالة حالة نفسية، الأجل لا يعلمه إلَّا الله تعالى، والإنسان يعيش حياته بتوكّل وقوة، وأمل ورجاء، وقطعًا الحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء والأذكار -خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ- وأن يكون للإنسان ورد قرآني، هذه تبعث الكثير من الطمأنينة في النفس.

وفي حالتك أنا أنصحك ألَّا تتردد على الأطباء بكثرة، لأن ذلك يؤدي إلى توهم مرضي، أنت تمَّ فحصك بصورة واضحة جدًّا، وكل أجهزتك الجسدية بما فيها القلب سليمة، وكل الذي تحتاجه هو أن تتناول فيتامين (د) لتعوض النقص الموجود، وقطعًا نقص فيتامين (د)، لا يفسِّر أعراضك هذه، لكن لاكتمال الصحة النفسية والجسدية من الأفضل أن يكون مستوى فيتامين (د) في المستوى الصحيح والمقبول، والحرص على الرياضة -خاصة رياضة المشي- سيكون مفيدًا لك، تطبيق بعض تمارين الاسترخاء -خاصة تمارين التنفُّس التدريجي- أيضًا ذات فائدة كبيرة جدًّا في هذه الحالات.

توقفك عن التدخين هو إجراء سليم، وأنا أهنئك على ذلك، وليس للتوقف عن التدخين أي علاقة بحالة الضربات القوية، ثم البطيئة التي حدثت لك، هذه نُسمّيها بالخوارج الانقباضية، وهي ظاهرة معروفة، وهي ظاهرة فسيولوجية حميدة، لا علاقة لها أبدًا بأمراض القلب، ربما يلعب القلق أيضًا فيها دورًا، أيضًا الذين يتناولون كميات كبيرة من الشاي والقهوة ربما يكونون عُرضة لمثل هذه النوبات، والإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي أيضًا قد يؤدي لهذه الحالات، وفي حالات كثيرة لا يُعرف لها سبب.

أخي الفاضل: أنا أنصحك أيضًا أن تتناول دواء بسيط جدًّا يُعرف باسم (دوجماتيل) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (سلبرايد)، الجرعة في حالتك هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله، هو دواء بسيط جدًّا ومفيد في حالات القلق والتوتر من النوع الذي تشتكي منه.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو فيصل

    سبحان الله نفس الاعراض التي حصلت لي . ولكن انا غير مدخن .. وجميع الفحوصات سليمه ولله الحمد من:
    انزيمات القلب - مستوى الهيموجلوبين - الغده - نسبة املاح الدم - اشعه ايكو -

    فيبدو أن المسأله نفسيه وتوهم لا أكثر
    والله هو الشافي

  • مصر الحمدلله

    جزاكم الله خيرا

  • أمريكا اسلام

    شكرا على التوضيح لاني لدي نفس الحالة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً