الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وقلق ونوبات بكاء، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أرجو منكم مساعدتي، فأنا أعاني من اكتئاب وقلق ونوبات بكاء، والخوف من فقدان العقل.

البداية انتابتني دوخة وأنا أقود، ومن ثم الوساوس والخوف من فقدان المستقبل، ومن ثم قراءة من الممكن أن يكون بسبب نقص فيتامين د، وحللت عنه وكان بالفعل ناقصاً إلى 20 وعالجته -ولله الحمد- وبعد ارتفاعه لم تختف الأعراض، فذهبت إلى استشاري يدرسني في كلية علم النفس، وقال: هذه مجرد وساوس وتذهب، واستمرت معي الحالة، وعدت إليه، وأرسلني إلى دكتور آخر أيضاً يدرس بالكلية، وصرف لي سبراليكس 10 ملي نصف حبة أول خمسة أيام بعدها حب حتى رفع الجرعة الى 15 ملي جرام مع دواء اخر يسمى كونكور نصف حبه لكني لا أشعر بتحسن وأخاف أن أكون مصابا بثنائي القطب رغم تحدثي مع الدكتور في هذا الشائن وقال لا تخف فلا تبدو عليك أعراض ثنائي القطب.

الأعراض هي فقدان المتعة والشغف بكل شيء كنت أحب ممارسته، وكسل وخمول، حتى إني في أول الأيام أكون غير قادر على مغادرة الفراش وانعدام الشهية في بعض الأحيان.

كذلك تشتت ذهني، وعدم القدرة على الأفكار، ونسج المشاعر، وأحياناً لا أشعر بما أتحدث، وكأني فاقد التركيز، أو الإبداع والشعور، بالغرابة من الأشخاص والحياة!

كما أشعر أني غير طبيعي، وسريع الحركة في بعض الوقت، وعندي قلق وخوف من فقدان المستقبل والدراسة، رغم أني أحب تخصصي في علم النفس، لكن هذا الشعور يسيطر علي كثيراً.

كما أعاني من الاكتئاب والعزلة رغم أني شخصية انطوائية بعض الشيء، لكن هذا زاد معي بعد الاكتئاب لم أعد أخرج كالسابق، وأمارس رياضة المشي، أو مقابلة الأصدقاء، رغم محاولتي عدم سيطرة هذه المشاعر علي، وأتغلب عليها بصعوبة، ومن شدة الاكتئاب أسائل نفسي كثيراً لماذا كل هذا الألم يحدث لي؟

أتمنى منكم مساعدتي في هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما ذكرته في الاستشارة ليست بأعراض أو صفات اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، بل هو أعراض قلق واكتئاب نفسي – أخي الكريم – وطبعًا تحتاج إلى علاج، خاصة إذا استمرتْ لفترة طويلة، وأثَّرتْ على أدائك اليومي.

من ضمن ما ذكرتَ أن شخصيتك قد يكون لها دور فيما تعاني منه، أي أنك تعاني من شخصية معيَّنة عُرضة لمثل هذه الأشياء، وفي هذه الحالة الدواء وحده غير كاف، يجب أن يكون مع الدواء هناك علاج نفسي، إذا كانت أعراض القلق والاكتئاب لها علاقة بالشخصية فالدواء وحده غير كاف للعلاج، ولا بد من علاج نفسي مع العلاج الدوائي، وهذا هو الذي تحتاجه – أخي الكريم-.

طالما أنت تدرس في علم النفس فالأفضل أن تذهب إلى أشخاص لا تعرفهم لتتعالج معهم، حتى يأخذ الموضوع مأخذ الجدية ولا تُعطى نصائح فقط، مثلاً نصيحتهم بأن هذا الأمر سيذهب وحده، لا، أنت تحتاج لعلاج، وعلاج بانتظام، وكما ذكرتُ قد يكون العلاج علاج دوائي وعلاج نفسي في نفس الوقت، تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، وكل هذا يستغرق وقتًا، فعليك بالمتابعة والالتزام بالبرنامج العلاجي، إذا كان دواءً، أو إذا كان علاجًا نفسيًا، وإن شاء الله تعالى ترجع إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً