الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عشبة سانت جونز القديس.. هل تعالج نوبات الهلع والاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم (2341758).

قابلت الطبيب النفسي، وشخص علتي بأنها نوبات هلع سببت لي الاكتئاب، ونصحني الطبيب بمتابعة الرياضة، وقام بعمل تحاليل الغدة، وكلها سليمة، ولدي انخفاض حاد في نسبة فيتامين (د)، تناولت فيتامين (د)، ونصحني الطبيب بعدم تناول الأدوية النفسية إلا عند الضرورة القصوى.

مع استمرار الأعراض وصف لي دواء يسمى بروميثازين 25 ملغ، والدواء بعد 15 يوما سبب لي ضعفا في الذاكرة الموقتة، أي أنني عندما أتكلم وأتوقف عن الكلام أنسى ما أردت قوله، توقفت عن الدواء مباشرة.

بعد ثمانية أشهر دون تناول الدواء كنت أشعر بالتحسن في حالتي، وكانت أيضا تسوء، في بعض الأحيان أنام بشكل سيء أو أن أستيقظ عند الدخول في النوم بسبب شعوري بالخوف، وبعد ثلاث ثواني أتمكن من التعرف أين أنا.

طرأت تغيرات كثيرة على حالتي النفسية والاجتماعية، أشعر بأنني لا أريد رؤية أمي وأبي أو إخوتي، لا أدري لماذا أصبحت أخاف من العودة لبلدي، حتى لو استقرت الأوضاع هناك، وهذا الشيء يخيفني لأن أهلي هم أغلى الناس على قلبي، وربما لا أريد لقاء أهلي كي لا يحزنوا على حالتي و-الله أعلم-.

في الأيام الأخيرة تحسنت كثيرا، وراجعت الطبيب واقترح تناول عشبة سانت جونز 66 ملغ ثلاث مرات في اليوم، أو دواء استالوبرام 10 ملغ، فضلت العشبة، ومنذ أن بدأت في تناول الدواء عاد لي الشعور بالاكتئاب، لا أريد أن استيقظ في الصباح وأشعر بالانفعالات العصبية.

استفساراتي:
- ما هو الدواء المناسب لحالتي؟ وما هي المدة المناسبة لتجنب الانتكاسة؟ وما هي الجرعة المناسبة؟
- هل حالتي قابلة للشفاء؟ وهل هذه الأدوية تشفي أم تخفف الأعراض؟

خائف من تناول الأدوية النفسية، وأخاف من الندم عند تناولها في المستقبل، لدرجة أنني لو شعرت بأي شيء غير طبيعي تبدأ لدي دورة الخوف، فهل يفيد تناول الأندرال مع الدواء؟

وفقكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاضطرابات الهلع أو اضطراب الهلع هو من اضطرابات القلق ويتميز بحدوث نوبات من الهلع، ونوبة الهلع تتمثل في الآتي، يكون هناك تحصل فجاءة في شكل خوف وزيادة في ضربات القلب ورعشه وتعرق وأحياناً ألم في الصدر، وأهم شيء يكون هناك هلع أو خوف فظيع من الموت أو حدوث نوبة قلبية أو فقدان العقل، وتستمر هذه النوبة عادة عدة دقائق 10 دقائق إلى ربع ساعة في المتوسط، وأحياناً إلى نصف ساعة، ونادراً ما تمتد إلى ساعة أو أكثر، وبعدها يرجع الشخص طبيعيا، وقد تتكرر في اليوم الواحد أو في الأسبوع أو في الشهر، وبعد أن تنتهي النوبة يكون هناك قلق متزايد من حدوثها مرة أخرى، وقد تؤدي إلى خوف من الخروج من المنزل، خوفاً من أن تحدث له في مكان عام ولا يجد المساعدة المطلوبة.

وأيضاً من الأشياء المعروفة أو المصاحبة لاضطراب الهلع هو الاكتئاب، كثيراً من الذين يعانون من اضطراب الهلع بعد فترة يحدث لهم اكتئاب بأعراضه المعروفة -يا أخي الكريم-.

نقصان فيتامين (د)، ارتبط بالقلق والاكتئاب، ولكن ليس في حالات كثيرة، في حالات نادرة فقط، ولذلك أنا لم أتفاجأ أنك لم تتحسن عندما أخذت فيتامين (د).

اضطراب الهلع والاكتئاب النفسي -يا أخي الكريم- هو مرض نفسي ويحتاج إلى علاج دوائي في المقام الأول، وعلاج نفسي في المقام الثاني، وعشبة القديس جونز ثبت أنها تعالج بعض حالات الاكتئاب الخفيف، ولكنها مثلها مثل كل الأعشاب ليس عليها دراسات كثيرة، كل الأدوية النفسية من ضمنها أدوية الاكتئاب ونوبات الهلع أجريت عليها دراسات كثيرة جداً، وأنفقت عليها مليارات الدولارات حتى يتم إجازتها للاستعمال، لذلك الخوف من الأدوية النفسية لا مبرر له، ويربطون الناس أحياناً الأدوية النفسية بالإدمان، وهذا تعميم ليس له دليل، بعض المهدئات قد تحدث إدماناً إذا استمر عليها الشخص، ولكن كل أدوية الأكتئاب والفصام ومعظم أدوية القلق التي تستعمل الآن لا تؤدي إلى الإدمان، ومن ضمنها استالبرام.

في حالتك استالبرام هو أفيد من العشبة، وجرعته 10 مليجرام، في البداية ابدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، وعادة التحسن يبدأ بعد شهر إلى شهر ونصف، وإذا كان التحسن جزئي فيمكن زيادة الجرعة إلى 15 مليجرام، ثم 20 أي حبتين، ويجب استعمالها في المرة الأولى لفترة لا تقل عن سنة، وإذا عادة الأعراض مرة أخرى فيمكن استعمالها إلى سنة أخرى، وبعد هذا -إن شاء الله- تختفي كل الأعراض، ويعيش الشخص حياة طبيعية، وكما ذكرت لك الأدوية النفسية الحديثة الآن لا تسبب الإدمان، لا تسبب آثارا جانبية مقلقة، وكلها أدوية مجربة ومدروسة ومعتمدة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً