الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة الفعالة لتقليل أحلام اليقظة

السؤال

أنا شاب أعاني كثيراً من أفكار ووساوس تتغير بسرعة، وكلما حاولت أن أغير من حياتي، تأتي لي فكرة مزعجة جداً تضايقني وتصيبني بالاكتئاب.

قبل 3 سنوات كنت أخاف من الأمراض والعدوى (السرطان، الأيدز، التهاب الكبد الوبائي...) وهذه الأمراض لا أفكر بها كلها في وقت واحد وإنما كل مرض على حدة، والحمد لله تعالجت عند أحد الأطباء وأعطاني علاجاً وهو الفافرين، وتحسنت حالي كثيراً ولله الحمد، ولكن أنا الآن أنظر إلى الحياة بتشاؤم كبير جداً:
1- أكره الماضي بشدة، وعندما أتذكر أيام الطفولة أحزن وأقول لنفسي لقد كنت يقظاً وهماماً وأنت اليوم إنسان مختلف.

2- عند أي مشروع أتوقع الفشل وعدم النجاح، فأنا متزوج منذ أشهر ولكن حياتي انقلبت وتغيرت فلقد أصبحت أفكر بوجود مشاكل في المستقبل.

3- أصبحت أحلام اليقظة هي شغلي الدائم وهي تأتيني في كل حين حتى في الصلاة.

4- لقد كرهت أصدقائي القدامى وأصبحت أفضل العزلة حتى عن أهلي، مع العلم أني أحب العمل؛ لأنه يخرجني من همومي فأنا أعمل في أحد المصانع ومسؤول فيه.

أرجو أن تردوا على سؤالي.

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على تواصلك معنا أيها الأخ الكريم.

لا شك أنه من الواضح أن شخصيتك تحمل السمات التي تجعلك أكثر استعداداً للوساوس القهرية والمخاوف وعسر المزاج، وهذا يا أخي إن شاء الله ليس عيباً، ولن ينقصك شيئاً، حيث أن الشخصية يمكن أن تتبدل بمرور الزمن، وتكتمل أبعادها، وتُصبح أكثر توازناً.

النقاط التي ذكرتها تُعبر عن الشعور بالإحباط، والذي هو من المكونات الأساسية للاكتئاب النفسي، وأرجو أن لا تعتقد أنك مصاب بأمراض نفسية كثيرة ومتعددة (اكتئاب، وساوس، مخاوف، قلق) فهي كلها ذات منشأ كيميائي واحد، يتعلق باضطراب بسيط في مادة بالمخ تُعرف باسم (سيروتينين).

من الأشياء التي ستكون لك مفيدة جداً بجانب العلاج الدوائي هو ما يُعرف بالتفكير الإيجابي المعرفي، بمعنى أن تبذل جلَ جهدك في أن تستبدل كل فكرة سلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية، وعليك أيها الأخ العزيز أيضاً أن تعيش الماضي بحكمة، والحاضر بقوة، والمستقبل بأمل، وأن تربط نفسك بالواقع على ضوء أهداف تضعها لنفسك في حياتك، فهذه هي الطريقة الفعّالة للتقليل من أحلام اليقظة، وإن كانت هي من الأمور الطبيعية التي تنتاب الكثير من الناس في مراحل الحياة المختلفة.

أرجو أن تبدأ مرةً أخرى بتناول العلاج الدوائي، والفافرين هو من الأدوية الفعالة والسليمة جداً، وأنت والحمد لله قد استجبت له بصورةٍ فعالة في الماضي، ومن المستحسن في هذه المرة أن تضل على الجرعة العلاجية والتي هي 200 إلى 300 ملغم في اليوم، لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى جرعة وقائية، وهي 100 ملغم في اليوم، وتتناولها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 50 ملغم في اليوم لمدة شهرين.

نسأل الله لك التوفيق وعاجل الشفاء.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً