الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني لا أتحكم بجسمي وأحس بغربة عن الذات!

السؤال

السلام عليكم

كنت مصابا بالهلع ممكن من الحشيش، وتجاوزت هذه المرحلة؛ لكن في البداية، ذهبت للدكتورة وأعطتني سيبرالكس أخذت حبة وجاءني الهلع بزيادة، وصرت لا أنام وحالتي صارت أسوأ، لكني تركت الأدوية وتجاوزت الهلع، وصرت أنام وصحتي صارت أحسن، ومارست الرياضة وأشرب الماء، إلا أكل خضروات؛ فأنا لا أحبها، وصرت أهتم بنفسي، وتركت الدخان، لكني تركت الأصحاب، لأني أخاف أنهم سيضروني، لأن هناك أناسا ضروني، وصرت وحدانيا، وزادت العادة السرية، وفكرت أرجع للدخان، وعندي شد في رجلي اليسار، وجسمي لا أشعر أني أتحكم به، وأحس بغربة عن الذات، ونفسي أصرخ وأشعر بالحياة ولدي تشاؤم، وفي المقابل لدي أمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم تعاطي الحشيش مرتبط بنوبات الهلع، خاصة الذين يتعاطونه لأول مرة، ولكن أحيانًا تأتي حتى بعد أن يتعاطاه الشخص لفترة زمنية، وتستمر نوبات الهلع مع أعراض القلق لفترة، حتى بعد أن يتوقف الشخص عن تعاطي الحشيش، ولكن في النهاية تختفي ويعود الشخص لحالته الطبيعية.

أما بخصوص السبرالكس فهو طبعًا علاج فعّال للهلع، ولكن يبدو أنك بدأت بجرعة كبيرة، عادةً نحن نبدأ ونوصي بنصف حبة في أول الأمر بعد الأكل، وفي وقت النهار؛ لأنها أيضًا قد تؤدي إلى أرق، والجرعة الكبيرة أحدثتْ لك مضاعفات وما نسبته إلى الهلع ما تحسّ به الآن – أخي الكريم – هي في مجملها أعراض بدنية للقلق وللتوتر، وكما ذكرتُ لك قد تكون مرتبطة بتعاطي الحشيش، وستذهبُ بعد فترة.

أنصحك بشدة ألَّا تَعُدْ إلى التدخين؛ لأنه – كما تعرف – له مشاكله الخاصَّة، ولن يحل لك مشكلة التوتر والقلق، مشكلة التوتر والقلق – أخي الكريم – حلُّها إمَّا بالعلاج النفسي، بجلسات الاسترخاء، أو بالأدوية الأخرى، وهنا السيرترالين قد يكون أفيد من السبرالكس، سيرترالين 50 مليجرام، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، -وإن شاء الله- سوف يأتي مفعولها، وتزول الأعراض بعد مرور شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين، وبعد ذلك يجب عليك الاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يتم تخفيض الجرعة بسحب ربع الحبة كل أسبوع.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً