الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتب يمكن الاستفادة منها في تربية الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي بخصوص الكتب المتوفرة عن التربية ونفسية الطفل وصحته وما شابه، هل يمكن الاعتماد والثقة على هذه الكتب؟ وتكون هي المصدر الثاني بعد كتاب الله وسنة الرسول في تربية أولادنا؟؟ وهل ممكن فعلاً الاستفادة منها؟

وأسأل هذا السؤال لأني أعيش في دولة أوروبية، وأعيش بعيدة عن الأقارب والأهل، وليس لي أم تنصحني أو حماة تخبرني بتجاربها في الحياة، ففكرت: أيمكن هذه الكتب أن تكون البديل؟ وخاصة هي عبارة عن تجارب الناس مسجلة في كتب أو أبحاث طبية وعلمية.

أنا متزوجة من عدة شهور ونطلب رحمة الله ليرزقنا بالذرية الصالحة، لكنه في نفس الوقت قلقة بخصوص تربية الأطفال لأنهم مسئولية على عاتقنا يجب أن نربيهم تربية صالحة ليس فقط إعطاؤهم المال والأكل ونتصور أن هذا فقط دورنا.

فهل ممكن نصحي؟؟ وإن كان يمكن فعلاً الاعتماد على الكتب ونعود لها بين الحين والآخر عندما نصل لمرحلة لا نعرف ماذا نفعل فيه، فأي الكتب تنصحونني في اقتنائها للاستفادة من العلم الذي فيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة للموضوعات التربوية لتعود إلى سابق مجدها، ومن أهمها تربية الأولاد، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التربية خير من الصدقة فقال: (لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع)، كما أرشد إلى أن تعليم الولد الخلق الحسن أفضل من كل عطاء فقال: (ما نحل -أي ما أعطى- والد ولداً أفضل من أدب حسن)، وبالأخص أنت تعيشين في بلاد الغرب فمطلوب منك تربية أولادك التربية الصحيحة.

وبالنسبة للكتب التي تتكلم عن التربية الخلقية والنفسية للطفل فهناك الكثير ألف في هذا المجال ولكن يحتاج منك إلى اختيار صحيح وليس كل ما ألف يقرأ ويؤخذ منه. وهناك كتب تساعدك على تربية أولادك وتعلمك كيف تتعاملين معهم بالطريقة الصحيحة، وإذا قرأت هذه الكتب بمنهجية علمية بإذن الله تعالى ستكون لك النور بعد كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيها من التجارب التربوية التي نجحت في الواقع.

أما بالنسبة لطريقة التربية الصحيحة التي سألت عنها، أولاً وقبل كل شيء لابد من شروط يجب أن تتوفر في المربي الناجح قبل أن يقوم هو بالتربية، وهناك صفات كثيرة أهمها: العلم، الأمانة، القوة، العدل، الحرص، الحزم، الصلاح، الصدق، الحكمة، وكل واحد من هذه الكلمات يحتاج إلى صفحات لشرحها ولكن اختصرت لك على العناوين الرئيسة.

والمطلوب من المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويعرف علم الطفولة؛ لأن لكل مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي الناجح وسائل زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة.

ولابد من وجود الحرص الحقيقي المثمر من الأم والأب، فهو إحساس متوقد يساعد المربي على تربية ولده وإن تكبد المشاق أو تألم لذلك الطفل، ومن مظاهر الحرص: الدعاء، فدعاء الوالد لولده مستجابة لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحاً، المتابعة والملازمة: وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك: (الزموا أولادكم ...وأحسنوا آدابهم).

أما في ما يخص الكتب التي أنصحك بها وستجدين فيها الكثير والكثير من الفائدة بإذن الله تعالى:
- تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله ناصح علوان .
- التربوية النبوية للطفل للأستاذ محمد نور سويد.
- مسئولية الأب المسلم في تربية الولد لعدنان باحارث.
- منهج التربية الإسلامية للشيخ محمد قطب.
- أصول التربية الإسلامية لعبد الرحمن النحلاوي.
- كيف نربي أطفالنا لمحمود الإستانبولي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً