الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن تقضي الرياضة وتمارين الاسترخاء على الأعراض الجسدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لمجهودكم العظيم ونصائحكم التي تبعث في نفوس الكثيرين الأمل، أثابكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

في استشارتي السابقة طبقت آليات سلوكية كثيرة منها الرياضة والنوم الليلي المبكر، وقمت بالتطوع والتعرف على أشخاص جدد، وقمت بالأمور الاجتماعية كالزيارات والتعزية وغيرها استفدت كثيراً، وأصبحت أستطيع الخروج، وأستمتع كثيراً، وشعرت بسعادة غامرة، لكن مشكلتي في المعدة، غازات وألم صباحي عندما تأتيني آلام المعدة.

كما أحس بالقلق وتعود لي ذكريات نوبة الهلع، حيث إنها أتتني عندما تناولت طعاماً غير مناسب، لا أعرف كيف أستطيع التخلص من هذه الذكريات؛ لأنها كانت تجربة مؤلمة جدا عندما أذهب للأماكن التي كنت قد زرتها في فترة المرض ينتابني عسر المزاج، ومشاعر سلبية، تذكرني بما حدث لي وأبدأ بالتفكير ما هذا المرض الغريب؟ لماذا يصيبني؟ وهل سأتخلص منه للأبد أم أنه سيعود؟

عندما يأتيني عرض من أعراض القلق أفكر بالنوبة أريد طريقة أستطيع فيها الفصل بين أعراض القلق العادي التي تصيب أي شخص وبين هذه التجربة، أريد أن أحس بالاستقرار النفسي التام، وهل الرياضة وتمارين الاسترخاء ستقضي على الأعراض الجسمانية كالصداع والنبضات وإحساس الدوار قليلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء جداً بمشاركاتك هذه، وسعداء أن نسمع أن هنالك تحسنًا قد طرأ على حالتك، فاسأل الله تعالى لك العافية وكمال العافية والشكر على العافية، أنت تسيرين بخطوات جيدة، وما تبقى من أعراض أمر متوقع، فالإنسان لا بد أن يتحمل شيئا من الأذى أيضاً، هذه حكمة نفسية تعلمتها منذ سنين طويلة، لا أقول لك أن ما تعانين منه هو أذى حقيقي، لكنه قطعاً فيه شيء من الإنقاص لصحتك، فأصبري وتفاءلي، وأكثري من التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية هذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيراً للتخلص من الأعراض الجسمانية كالصداع والنبضات، وكذلك الذكريات السلبية، هذا علاج أساسي، وأنا دائماً أوصي به فعليك بالرياضة، وعليك بالاسترخاء، وعليك بتطبيق الآليات العلاجية الأخرى.

هنالك أيضاً علاج ما نسميه بالحضور الذهني، أو اليقظة الذهنية، مثلاً حين تأتيك ذكريات قبيحة أو شيء لا ترغبين فيه انقلي تفكيرك لشيء آخر، شيء بسيط جداً، مثلاً تأملي في تنفسك قومي بعد التنفس لمدة دقيقتين، تأملي كيف تملأ الرئتين بالهواء، وكيف ينقل الأوكسجين وتدبري عظمة الخالق سبحانه وتعالى، أمر بسيط جداً، لكنه يؤدي إلى صرف الانتباه عن الذكريات السيئة، وهذه إحدى الحيل النفسية التي وجدتها مفيدة جداً.

أرجو أن تواصلي في نفس برامجك الإيجابية، برامج التواصل الاجتماعي، والتفكير الإيجابي، والرياضة، والنوم الليلي المبكر هي عظيمة جداً ومفيدة جداً، وأرجوك أن تستفيدي من فترة الصباح، لأن البكور فيه خير ومن يبدأ صباحه بداية صحيحة بأن يصلي الفجر في وقته، ثم يقوم ببعض الأنشطة يجد أن يومه قد أصبح سلسا وإيجابياً، وهذا من أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى كمال الصحة النفسية.

آلام المعدة والأعراض التي تحدثت عنها أعتقد أنه من خلال الرياضة والتمارين الاسترخائية، والتأمل الفكري الإيجابي وصرف الانتباه، وتخير الطعام الذي يناسبك، وبالكمية المعقولة أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيراً في زوال هذا العرض، سعدنا جداً برسالتك كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية ولنا جميعاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً