الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهابات في القولون وألم في بطني وصدري، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

بدأت قصتي قبل عام، كنت أتناول الترامادول على مدار سنتين بمعدل ٣ حبات يوما بعد يوم، وفي آخر فترة عندما كنت أتناول الترامادول أستفرغ، وأحس بوجع في معدتي، وبعد ذلك عندما تعبت تركته للأبد.

ثم ذهبت لدكتور باطني، وطلب مني صور التراساوند، وتبين وجود غازات قليلة، وأخبرني بأنه قد يكون هناك احتمال أن يكون قولون عصبي، وأعطاني علاج ايزوماكس وعلاج الفحم لمدة شهر، ولم أشعر بتحسن، طلب مني منظارا للمعدة، وعملت منظارا، وكانت النتيجة التهابات خفيفة بالاثني عشر، وعملت فحصا لجرثومة المعدة عن طريق البراز، وكانت نظيفة، وعملت فحص cbc وظائف كلى وكبد، والحمد لله نظيفة، وأخذت علاجات كثيرة ولكن لم أشعر سوى بتحسن بسيط، وتركت العلاج ٦ شهور، لكن ما زال التعب والخوف من أي شيء يرافقني، وغير قادر على العمل.

عندما أحزن أشعر بخنقة ووجع في بطني وصدري، وأتعب نفسيا.

أنا متزوج، ووضعي صعب، ولدي أولاد، وأريد أن ترجع عافيتي كما كانت، فما مشكلتي؟ وما هو العلاج؟


ولكم مني كل الشكر والمحبة، وفي ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمما لا شك فيه أن استعمالك للترامادول لمدة سنتين متواصلتين أدَّى إلى إدمانك على هذه المادة، والإدمان - أخي الكريم - يؤثِّر على الأفعال النفسية تأثيرًا شديدًا، هذه المواد هي تعمل على تغيير المزاج، وتُحْدِثُ تشوِّشًا في التفكير، ويحتاج المرء لفترة من الوقت حتى يتخلص من هذه الأشياء.

وبالرغم من أنك توقفت عن استعمال الترامادول، ولكن هذه الأعراض التي تعاني منها - وفي مجملها هي أعراض قلق وتوتر - قد تكون لها علاقة وثيقة بإدمانك للترامادول، لذلك - أخي الكريم - علاج الإدمان بكل أنواعه يكون على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: التوقف عن التعاطي، وهذا قد فعلته أنت.

المرحلة الثانية: علاج الآثار الجانبية، أو الآثار الانسحابية، أو ما يُعرف بإزالة السموم، وهذا ممكن أن يحصل بواسطة فريق مختص، أو يفعله الإنسان بنفسه ويتحمّل الآلام الناتجة عن هذا التوقف، وهذا ما حصل معك.

المرحلة الثالثة والأخيرة والمهمة في علاج الإدمان هي: مرحلة التعافي، ومرحلة التعافي تعني أنه يتم التعامل مع كل آثار الإدمان، سواء كانت آثار نفسية أو جسدية أو اجتماعية، ويُؤهَّل الشخص إلى أن يرجع إلى حياته الطبيعية.

ومن ضمن هذه الأعراض التي تشكو منها قد تكون أعراضا انسحابية متأخرة، وأحيانًا الأعراض الانسحابية تستمر لفترة طويلة من الوقت، أو بعض الوقت، قد تمتدّ إلى شهورٍ، لذلك -أخي الكريم- أرى أن التركيز في علاجك يجب أن يكون في علاج الإدمان، وأن تنخرط في برنامج للتعافي من إدمان الترامادول، وهذا سوف يساعدك كثيرًا في التخلص من الأشياء التي تعاني منها الآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً