الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعلم أن الله راض عني أو ساخط عليّ؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أعلم أن الله راض عني، أو ساخط؟ هل إذا وفقني الله لطاعة أو عبادة فإنه راض عني، وإذا حدث العكس فإنه ساخط على, هل إذا تأخر الرزق فإنه ساخط علي؟ هل إذا لم أشعر بالمعاني الإيمانية في قلبي أنه ساخط علي؟ فكيف أعلم رضا أو سخط الله علي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -حفظك الله- أن علامة رضا الله تعالى عن العبد، هي رضا العبد عن ربه، قال ابن القيم رحمه الله: «فمن رضي عن ربه رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله أوجب له أن يرضي عنه، ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه».

ورضا الله للعبد يحصل باتباع أمره واجتناب نهيه، فإذا وفق الله العبد للطاعة وقبلها منه؛ فقد رضي عنه، ولكن لا يجزم العبد بقبول طاعته عند الله، بل يكون حسن الظن بالله يرجو رحمته ويخاف عقابه، قال سبحانه: ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾، [المؤمنون: 60].
أي والذين يجتهدون في أعمال البر، ويتقربون إلى الله بالأعمال الصالحة وهم خائفون ألا يتقبل الله منهم إنفاقهم وأعمالهم الصالحة إذا رجعوا إليه يوم القيامة.

ومن علامات رضا العبد عن الله:

- الرضا بقضائه وقدره، واستقبال الابتلاء من الله سبحانه بالطمأنينة والسكينة والرضا والقبول، وموافقة ربك سبحانه وتعالى في قدره والتماس رضاه، فاختيار الله لك فيما تكره خير من اختيارك لنفسك فيما تحب؛ لأنه سبحانه أعلم وأحكم، {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كثيرا }.

- الاستغناء بالله وحده سبحانه، وعدم سؤال الناس شيئاً، فالله سبحانه وتعالى هو من يسخر لك من تحتاج له من الخلق.

- التخلص من أسر الشهوة ورغبات النفس، فنفسك دائماً تلح عليك لتحقق رغباتها؛ مما قد يوقعك في المعاصي ثم تتسخط على قدر الله تعالى، فلو أنك جاهدت نفسك من البداية؛ سيسلم لك قلبك وتعيش راضياً عن الله عز وجل، قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}.

أما موضوع الرزق فليس منعه علامة على السخط، ولا منحه علامة على الرضى، فقد يمنح الله العاصي الرزق استدراجا له، ويمنع المؤمن ابتلاء له.

- ويجمع ذلك أنه كلما شعر العبد بانشراح صدره بالإيمان والطاعة فهو على خير، وقرب من الله، وكلما ضاق صدره بسبب المعاصي فهو علامة على الذنب، والبعد عن الله سبحانه؛ فليبادر بالتوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى حتى يذهب منه ضيقه وسخط الله عليه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً