الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود دمامل قيحية في منطقة الإبط، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، وأعاني من التهاب الغدد العرقية منذ 4 سنوات، لدي كتلتين تحت الإبط الأيسر، واحدة ينزل منها قيح أو صديد أبيض اللون من حين لآخر، والأخرى تحولت لدمل، ونزل منها قيح، ثم أصبحت كتلة صغيرة ما زالت موجودة، وأيضا كتلة تحت الإبط الأيمن، وكتلة واحدة أعلى الفخذ أصبحت دملا ثم انفجرت، ونزل منها قيح، ثم اختفت تماما، وأتابع مع طبيب جلدية، وأخذت أدوية ومراهم، ولكن الكتل لا تختفي، وأخاف أن تظهر كتل أخرى في أماكن أخرى.

وسؤالي:
1- هل أنا معرض لخروج دمامل أو كتل في أماكن أخرى؟ وكيف أتجنب هذا؟
2- سمعت عن حقن هيوميرا للقضاء على هذا المرض نهائيا هل هذا صحيح؟ وهل تستخدم هذه الحقن مدى الحياة، أم لفترة مؤقتة للقضاء على المرض؟
3- هل عند وصولي لسن الأربعين أو الخامسة والأربعين ستنتهى هذه الالتهابات والدمامل أو تقل أم لا؟
4- وهل أنا معرض لأمراض مثل التهاب المفاصل، أو كرون، أو تشوهات في الجلد، أم لا؟

شكرا وبارك الله فيكم وأعزكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه هو ما يعرف علميا: hidradenitis suppurativa، وهو من الأمراض المزمنة الصعبة في العلاج، ويصيب الأماكن التي بها غدد عرقية من نوع apocrine ، والموجودة بالإبطين، والأماكن الخاصة التي توجد بها تلك الغدد العرقية، مثل أعلى الفخذين في حالتك، وتوجد درجات من ذلك المرض على حسب شدة الالتهابات، ودرجة انتشارها، والعلاج الموصوف يعتمد على درجة المرض.

ومن الواضح أن درجة المرض عندك بسيطة من الدرجة الأولى، وغير متكررة بشكل كبير، وذلك شيء جيد، وفي تلك الحالة يمكن السيطرة على المشكلة في فترات النشاط بالمضادات الحيوية، وربما الحقن الموضعي بالكورتيزون، والوقاية تكون بالقيام ببعض الإجراءات الوقائية، مثل: إنقاص الوزن، والتوقف عن التدخين، وربما إزالة الشعر بالليزر من الأماكن المذكورة، الاستحمام المتكرر، والتنظيف بالمستحضرات المضادة للبكتيريا، والمحافظة على جفاف المناطق المتوقع حدوث إصابات بها، وارتداء ملابس قطنية فضفاضة وذات قياس مناسب، ويمكن التدخل الجراحي بعد السيطرة على الالتهاب في بعض الحالات.

لا يمكن توقع عودة المشكلة مرة أخرى أم لا، أو أن تتغير درجة الإصابة أو طبيعة المشكلة في الفترات العمرية المختلفة بشكل حقيقي، ولكن لابد من التفاؤل وتوقع الخير؛ لأن المشكلة عندك بسيطة والحمد لله.

في الحالات المتوسطة والشديدة قد يحتاج المريض لتناول أنواع من المضادات الحيوية لعدة شهور، أو استعمال العلاجات البيولوجية، وبالأخص النوع المذكور، وذلك ليس في حالتك الموصوفة، ولا يمكن توقع فترة العلاج أو مدى نجاح العلاج، ويحتاج الأمر لتعاون طبيب الجلد مع الجراحة والمتابعة المستمرة.

توجد دراسات عن ارتباط تلك المشكلة بالسمنة والتدخين وأمراض الأيض، ومرض كرون كما ذكرت، ويمكن لطبيبك متابعة تلك الأمور، والتأكد من خلوك منها بإجراء الكشف الطبي والفحوصات والإجراءات اللازمة، وربما بشكل دوري، ومن المعروف أن ذلك المرض وبالأخص في الحالات المتوسطة والشديدة يحدث تشوهات كبيرة بالجلد.

أنصح بالمتابعة مع طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم للوقوف على أي متغيرات، وعمل ما يلزم.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً