الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينتقل الزهايمر بتأثير الوراثة؟

السؤال

السلام عليكم.

والدي بدأنا نلاحظ عليه النسيان والأسئلة تتكرر، فما هي التحاليل المطلوبة للاطمئنان عليه وتفادي تطور الحالة؟ وما هي المكملات الغذائية والفيتامينات المناسبة لحالته؟

مع العلم أن والدة أبي كانت تعاني من الزهايمر منذ سن مبكر، وتطورت حالتها، وهل الزهايمر مرض وراثي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدك العافية والشفاء، وأشكرك على اهتمامك بأمره.

تكرار الأسئلة وبدايات النسيان قطعًا أمور مهمّة فيما يتعلق بتشخيص الخرف أو العته، ومتلازمة الزهايمر هي أحد الأسباب الرئيسية التي قد تُسبِّب اضطراب الذاكرة وتغيُّر الشخصية ودخول سلوكيات جديدة على حياة الإنسان. هذا لا يعني أبدًا أن والدك الكريم مُصاب بهذه العلَّة، أنا أتكلم بصفة عمومية، لكن قطعًا تكرار الأسئلة والنسيان - خاصة للأحداث الحديثة - يُعتبر مؤشِّرًا يجب أن نتداركه.

وخير وسيلة - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تذهبوا بوالدك الكريم إلى مختص، هذا مهمٌّ جدًّا، والأطباء النفسيون - خاصة المتخصصين في الطب النفسي لكبار السن - هو الأفضل لتشخيص هذه الحالات، وتوجد عدة مراحل قبل متلازمة الزهايمر، فقد يكون هناك ضعف بسيط في الذاكرة، ولا يتطور إلى الزهايمر إذا اتخذنا التحوطات اللازمة.

الفحوصات التي سوف يقوم بها الطبيب أهمها ما نسميه بالفحص الإكلينيكي، هنالك مقاسات سريريَّة من خلال مناظرة المريض والتخاطب معه مباشرة يستطيع الطبيب وبنسبة تسعين بالمائة أن يُحدِّد إذا كان هذا الشخص لديه ضعف إكلينيكي في الذاكرة.

فإذًا الكشف المباشر هو أفضل أنواع الفحص، بعد ذلك تأتي بعض الفحوصات التأكيدية، من أهمها إجراء صورة مقطعية أو رنين مغناطيسي للدماغ لمعرفة إن كان هنالك أي نوع من الضمور أو التآكل البسيط في خلايا الدماغ، وتوجد فحوصات أخرى، منها الفحوصات الروتينية للتأكد من مستوى الدم، ومستوى الدهنيات، ووظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12) على وجه الخصوص؛ لأن ضعفه يؤدي إلى ضعف في الذاكرة، وأيضًا فحص مستوى هرمون الغدة الدرقية مهم، لأن عجزها أيضًا قد يؤدي إلى ضعف في الذاكرة، فالفحوصات معروفة جدًّا - أيتها الفاضلة الكريمة - وأنا متأكد أن الأخ الطبيب سوف يقوم بالواجب تمامًا حيال هذا الأمر.

أما بالنسبة للعلاجات فالحمد لله تعالى الآن حالات الزهايمر المبكرة يمكن أن يستفيد الإنسان كثيرًا من بعض الأدوية، ومنها عقار (ميمانتين) والذي يُسمَّى (إبيكسيا)، وهنالك دواء آخر يُعرف باسم (آرسبت)، وتوجد أدوية أخرى، لكن هذه أفضلها وأشهرها.

الغذاء يجب أن يكون غذاءً متكاملاً، والتدخل الطبي المبكر مهم، فأرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - الذهاب بالوالد لمقابلة الطبيب.

بالنسبة للأثر الوراثي وعلة الزهايمر: هنالك ميول لأن يحدث هذا المرض في بعض الأسر، لكن لا نقول إن سبب ذلك هو الوراثة المباشرة، يعني الذي يورَّث ليس المرض نفسه، إنما بعض الاستعداد له، ودرجة الاستعداد هذه درجة ضعيفة وبسيطة، فأرجو ألَّا تنزعجي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله له العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً