الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالتوتر ولا أستطيع التركيز وتكوين علاقات.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على مساعدتكم، والله يجزيكم خيرا.

أنا شاب، عمري 25 سنة، أنا أعاني من عدم الثقة بالنفس دائماً، أشعر أني لن أقدر على فعل شيء، أيضا أنا رسّام ودائما بعد أن أنهي الرسمة ويمدحها من حولي أقول في نفسي إني رسمتها بالحظ، وأني لا أستاهل هذا المديح؛ لأني فقط اتبعت أسلوب رسامين آخرين، أي أني مجرد مقلّد.

كثيراً ما أرسم رسمات مرعبة بالفحم بعيون سوداء بالكامل وفم أسود مفتوح، أيضاً أرسم ظلال أشخاص تكون العتمة والسواد يطغى عليهم أشعر أنها تعجبني وتمثلني.

دائماً أخاف أن الناس تقول عني بشع أو تنظر لي نظرة دونية، والمناسبات المزدحمة تسبب لي توترا، ومستحيل أذهب إلى مناسبة، أو مكان مكتض وحدي (مع العلم أني انطوائي، ولدي عدد محدود من الأصدقاء)، أيضاً دائما أكون قلقا ومتوترا، رجلي تهتز بشكل دائم وأنا جالس، حتى وأنا نائم أهز رجلي، أخاف من المستقبل، وأشعر أن مستقبلي مظلم، أيضا لدي خمول وكسل دائماً.

التركيز لدي سيء جداً، لا أستطيع التركيز، ودائما سرحان، وأنسى كثير جداً، مع العلم أني كنت أتعالج من الاكتئاب وعمري 12 سنة و17 سنة، والآن أستخدم فلوزاك بعد أن استخدمت سيروكسات، وأصابني بالتبلّد، وعدم الشعور بالفرح أو المتعة، أصبح كل شيء عاديا، وأيضاً زاد وزني، بعدها استخدمت بروزاك، لكني أبدلته إلى فلوزاك بسبب الثمن المرتفع، لا أشعر بأن العلاج أدى مفعولا جيدا معي، مع العلم أني أستخدمه منذ سنة وربما أكثر قليلاً.

*والدتي تعاني من الاكتئاب والوسواس القهري.
*جدتي أم أبي أعتقد أنها كانت تعاني من فصام ( لست متأكدا، لكن أذكر أنها كانت تتعالج بالصدمات الكهربائية، وكانت ترى أشخاصا غير موجودين).

أرجو يا دكتور أن أجد لديك علاجا يساعدني لأرى الحياة بألوانها، وكلي ثقة، وتركيز وهمّة ونشاط، فالتعب النفسي أثر عليّ كثيرا، تركت بعثتي وعدت وأيضاً تركت الجامعة هنا، أريد تكوين علاقات جديدة، لكن لا أستطيع بسبب أني أراهم مملين، وأتخوف من تجربة العلاقة معهم.

أرجو أني شرحت لك بشكل كاف، وشكراً لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الخثعمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لازلت صغير السنَّ، في عمر واحد وعشرين، تعاني من مشاكل في الشخصية بدرجة كبيرة، من عدم الثقة بالنفس، والإحساس بالدونية، والتشاؤم، وأعراض اكتئابية، قد تكون ناتجة من مشاكل الشخصية التي تعاني منها - أخي الكريم - أو قد تكون ناتجة من اكتئاب نفسي، طالما عندك تاريخ للاكتئاب النفسي أو للأمراض النفسية في العائلة.

الفلوزاك دواء فعّال ضد الاكتئاب وضد الوسواس، ولم تذكر الجرعة التي تأخذها الآن؛ لأنه إذا حصل تحسُّن جزئي يمكن زيادة الجرعة من عشرين إلى أربعين مليجرامًا - أي حبة إلى حبتين - في اليوم.

ولكن الشيء الآخر الذي تحتاجه - أخي الكريم - هو علاج نفسي، مع العلاج الدوائي، تحتاج إلى التواصل مع معالج نفسي وعمل جلسات نفسية لمساعدتك في التخلص من الدُّونية ومن عدم الثقة في النفس، هنالك الآن مهارات لتقوية الشخصية وتقوية الذات تتمُّ من خلال برنامج وعلاج نفسي متكامل يقوم به المعالجون النفسيون.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً