الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أهل من أحببتها وأردتها لي زوجة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب أحضر لامتحان القبول الجامعي بتركيا، أحببت فتاة تدرس معي، وقررنا أن ندخل الجامعة معا، ونتزوج أثناء دراستنا، وأن نعمل معا في فترة الدراسة قدر الإمكان؛ لنؤمن حياتنا إلى حين التخرج.

أعترف لقد أخطأنا بالخروج معا، وتبادل الكلام المليء بالغزل، ولكن أدركنا خطأنا -والحمد لله-، الآن نتكلم بشكل رسمي مع بعضنا، ولا نخرج، أما عن الدراسة أو أشياء ليس لها علاقه بالحب (نتكلم كلاما خاليا من المشاعر والأحاسيس).

ولكن الأمر ليس كما خططنا له، حيث أن الأمر سيكون صعبا من ناحية إقناع أهل الفتاة بي وأنا طالب، ومن ناحية أخرى صعبا من الناحية المادية، ولكن لا أستطيع ترك لا دراستي، ولا ترك هذه الفتاة؛ لأني أحبها وبشدة، وأرى أنها مناسبة لي من حيث دينها وأخلاقها، وأيضا ذات مرة رأت الفتاة رؤيا بأنني أوقظها لصلاة الفجر بعد أن تأخرت في النوم لساعة طويلة، وعلى أثر الرؤية استيقظت وصلت، وأنا في عمر22 سنة، وهي 21 سنة، وأرى أنه سن مناسب للزواج، وأنا أرغب بالزواج منها بأقرب وقت ممكن، وقلبي معلق بها وبشدة وهي أيضا.

ما الحل؟ كيف يمكنني أن أقنع أهلها؟ وهل من الممكن أن نعمل معا ونتساعد مع بعضنا إلى أن نتخرج؟

وأكرر لا أستطيع أن أتركها وقلبي معلق بها وبشدة ولا أن أترك دراستي، أتمنى الإجابة من حضرتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم أن الانفتاح والتواصل والخلوة بالمخطوبة قبل العقد الشرعي عليها أمر غير جائز؛ لأنها ما زالت امرأة أجنبية عنك، وتقع أثناءه مخالفات شرعية متعددة؛ ولذا فالواجب عليكما شرعا هو الابتعاد عن ذلك، والتوبة والاستغفار مما مضى وعدم العودة إليه مرة أخرى.

كما أن المعيار الحقيقي لاختيار الزوجة هو الدين والخلق، فإذا توفر ذلك في المرأة كان سببا في استقرار الحياة الزوجية معها مستقبلا؛ لذا انظر في هذا المعيار ومدى توفره في خطيبتك من الآن حتى لا تندم مستقبلا.

ولا بد من خطبة البنت رسميا من أهلها بالطريقة المناسبة، وعدم استمرار العلاقة بينكما بدون علم أهل البنت.

ولإقناع أهل البنت بك ننصحك أن تختار شخصا ثقة معروفا لأهل البنت وتشرح له حالك مع هذه البنت ورغبتك في الزواج منها، واجعله وسيطا بينك وبين أهل البنت لكي يقنعهم بذلك.

وفي حالة موافقتهم على ذلك أنصحك بالعقد الشرعي على البنت حتى يعطيك ذلك فرصة شرعية للتعاون معها، واللقاء والعمل مع بعض لترتيب أموركم المادية فترة الدراسة حتى يتم الزواج، لأن مجرد الخطبة فقط حتى ولو كانت رسمية لا تخول لك العمل مع تلك الفتاة والاختلاط بها؛ لأنها ما زالت أجنبية عنك، ولإمكانية الوقوع في المخالفة الشرعية.

وفي حالة رفضهم الخطبة فأنصحك تكرار المحاولة بأسلوب آخر ووسائل متعددة، وأشخاص متنوعين لإقناعهم، مع كثرة الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه بتيسير الأمر.

فإن وصلت إلى طريق مسدود معهم ولم يقبلوا بك، فأنصحك بقطع العلاقة بهذه الفتاة، والابتعاد تماما عنها، والانشغال بدراستك، والصبر على حالك حتى يأتي الله بالفرج، وتعلق نفسك بشيء مرفوض حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتك ودراستك، وارض بما قسم الله لك فإن الخير فيما اختاره الله سبحانه للعبد (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).

مع ضرورة البعد عن كل ما يثير الشهوة لديك، والاستعانة بالله على ذلك، والإكثار من صوم النافلة، والتضرع إلى الله تعالى بالثبات والاستقامة وتيسير الأمور، فإن الفرج بيده سبحانه، وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا بإذنه تعالى.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً