الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ثقل في الرأس وعلى العين وشعور بخمول وتعب.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 28 عاماً، كنت مريضاً بنوبات صرع كبرى منذ سنوات، واختفت، والحمد لله، ولم تعد، ولكن معي أعراض لم تختف، وذهبت لأكثر من 20 طبيبا.

الذي أعاني منه هو ثقل في الرأس وعلى العين وشعور بخمول وتعب، مع بداية اليوم، وجفاف فم، وحرارة في الجسم، وعدم اتزان طول الوقت وصرير أسنان طول اليوم، وتعرق ونوبات هلع، وضيق في التنفس فجأة، وتحدث هذه النوبات يومياً أثناء الخروج أو الجلوس بالخارج مع الأصدقاء أو الأقارب.

البعض يقول: قلق، والبعض يقول: صداع نصفي، والبعض يقول: أعراض جانبية للدواء، وأقوال كثيرة جداً، وأنا آخذ دواء توباماكس وسيرفاتام واندرال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، والحمد لله تعالى أن نوبات الصرع قد اختفت، فأرجو - أخي الكريم - أن تواصل العلاج الذي ذكرته، وأن تكون تحت المتابعة مع طبيبك، وفي ذات الوقت تعيش حياة عادية وطبيعية جدًّا، فأنت لست مُعاقًا الحمدُ لله تعالى.

الأعراض التي ذكرتها وهي الثقل في الرأس والعين والشعور بالخمول والتعب - وبقية الأعراض التي ذكرتها - تعطيني الشعور بأنك مُصاب بقلق الاكتئابي البسيط، وهذا قد يحدث في مثل هذه الحالات، والمطلوب - أخي الكريم - هو أن تُغيِّر نمط حياتك، أن تجعله نمطًا إيجابيًّا في كل شيءٍ، أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، أن تحرص على النوم الليلي المبكر؛ لأن هذا يولِّد طاقاتٍ إيجابية جدًّا في الصباح، وأن تُمارس الرياضة، وأن تهتمَّ بغذائك، وأيضًا القراءة والإشباع الفكري مهمٌّ جدًّا، الصلاة في وقتها مع الجماعة تعطي الإنسان راحة كبيرة وطاقاتٍ عظيمة.

حُسن إدارة الوقت - أخي الكريم - مهمٌّ جدًّا، والحمد لله تعالى لديك تواصل اجتماعي جيد مع الأصدقاء والأقرباء.

أعتقد هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، ويُعرف أن بعض حالات الصرع قد تكون مصحوبة بشيء من الأعراض الاكتئابية القلقية، ويُفضّل - أخي الكريم - حين تراجع طبيبك في المرة القادمة أن تذكر له هذه الأعراض، وهذا سوف يجعل الطبيب بأن يُجري لك فحوصاتٍ عامَّة، هذا يجعلنا نطمئن أكثر.

عليك أن تتأكد من مستوى الدم، للسكر وللهيموجلوبين، ومستوى الأملاح، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى الدهون، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12). هذه - أخي الكريم - فحوصات بسيطة وأساسية وغير مكلّفة، فأرجو أن تقوم بإجرائها، وأيضًا الطبيب يمكن أن يضيف لك أحد مُحسِّنات المزاج التي تُحسِّن من الدافعية والنشاط الجسدي والذهني، وأحد هذه الأدوية هو عقار (بروزاك)، والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين).

أرجو - أخي الكريم - أن تأخذ بما ذكرته لك من نصائح، وأسأل الله أن ينفعك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً