الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي إحساس بالخوف أو القلق شبه دائم، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله كل خيراً، أنا امرأة بعمر 28سنة، متزوجة، لدي ولدان وحياتي مستقرة، والحمد لله.

عندي إحساس بالخوف أو القلق شبه دائم، وأبكي لأتفه الأسباب حتى صور متحركة أصبحت قليلة الكلام، لست مكتئبة، أضحك وأمزح، ولكن عندما يكون أمراً جدياً، أو متعلقاً بمشاعري فلا أجد لا الكلام ولا الرغبة في الكلام، حتى زوجي ينزعج من هذا، ويقول: إن لدي صمتاً مخيفاً أحس أن كل شيء تافه، وما في شيء يستحق أني أتكلم به.

أحس أن عقلي ما ينام من التفكير، وأخاف المواجهة، سواء الأشخاص أو مشاعري والمستقبل! ولا أذكر أني عاتبت أو رديت على شخص جرحني، وأول ردت فعل هو البكاء، سواء كان لفرح أو حزن أو غضب.

إن شاء الله أكون وفقت في وصف حالتي، لأني فعلاً أرهقتني كتابة هذه السطور، أرجو المساعدة في تخطي هذا الإحباط.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Arwà حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، الذي تعانين منه هو قلق مخاوف مع شيء من التجنب الوسواسي، وهذا هو الذي يؤدي إلى كتمان المشاعر ومحاولة التجنب الاجتماعي والابتعاد عن التفاعلات الإنسانية اليومية، فإذاً قلق المخاوف هو الشيء الرئيسي يجب أن تبحثي عن الأسباب إذا كانت هناك أسباب حاولي أن تضعي لها معالجات وحلول، فكل شيء في الحياة يمكن أن يتعامل معه الإنسان بصورة إيجابية، وذلك من خلال التفكر والتمعن وتحديد الأسبقيات وأن نضع كل شيء في نصابه بقدر المستطاع.

الحياة طيبة، وأنت -بفضل الله تعالى- امرأة لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك، وتفكيرك يجب أن يكون على هذا النسق، أي تنمية ما هو إيجابي وتقليل ما هو سلبي.

عليك بحسن التواصل الاجتماعي والاهتمام بشؤون بيتك، وحاولي أيضاً أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة، لأن الإجهاد الجسدي قد يؤدي إلى إجهاد نفسي، والإجهاد النفسي يزيد من القلق والخوف والرهبة، النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، والتوازن الغذائي، والحرص على العبادات في وقتها هي من الأشياء التي تدعم الصحة النفسية، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

حاولي بقدر المستطاع مقاومة الفكر السلبي، واستبداله بأفكار ومشاعر وأفعال إيجابية، ليس مقاومة الفكر فقط إنما يجب أن يشمل مقاومة هذا الفكر واستبداله إدخال فكر جديد ومشاعر جديدة وأفعال جديدة، الإنسان حين يطور أفعاله وإنجازاته مهما كانت افكاره ومهما كانت مشاعره سوف يجد أن كل شيء من الناحية الفكرية والاجتماعية والنفسية والفعلية قد أصبح إيجابياً، فأرجو أن تسيري على هذا النسق، قلق المخاوف يحتاج لعلاج دوائي بسيط، وتناول عقار مثل زيروكسات سي أر بجرعة صغيرة وهي 12.5 مليجراما فقط لمدة شهرين ثم أن تجعل الجرعة 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء، أعتقد أن ذلك سيكون أمراً جيداً أيضاً، سيكمل لنا المنظومة العلاجية لتصبح أكثر تكامل، الدواء بسيط وسليم والجرعة صغيرة وهو غير إدماني.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً