الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زميلي في العمل يزعجني بكثرة الكلام، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظف، عند جلوسي الطويل في المكتب أسمع موظفا آخر يتكلم طوال اليوم بدون توقف، إلى درجة لا يصدق، ويزعجنا كثيرا، أصبحت لا أطيق المكان، علما تم التنبيه ولم يستجب، ووضعت سماعات للأذن إلا أن صدى صوته يرن في أذني، ويسبب لي صداعا وعدم تركيز، ولا أستطيع النقل، وأنا أريد الاستقرار.

ما الحل من فضلكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:
- زميلك في العمل الذي ذكرت أنه يتكلم كثيرا، حاول أن تجلس معه جلسة ودية وتشرح له أن كثرة الكلام بغير ذكر الله لا فائدة منها، وأنه يكتب على الإنسان كل ما يتكلم به، وذكره بقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل حيث قال له:" أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ". فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ:" ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ".رواه الترمذي برقم 2616، ولا شك أنه إذا عرف خطر كثرة الكلام وعواقبه، لعله يقل من الكلام.

- وعليك أن تذكر زميلك العزيز أيضا بأن هذا المكان الذي هو فيه هو مكان عمل، وليس مكانا لكثرة الكلام، كما أنه أيضا لا ينبغي فيه أذية الآخرين من الزملاء في المكتب، فإن هذه الأذية محرمة شرعا، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" رواه البخاري برقم 10، وكثرة الكلام بما يسبب الازعاج لك، ويمنعك من أداء عملك يعد من الأذى الذي نهينا عنه شرعا.

- أمر آخر يمكنك فعله، وهو أنك تعطيه وقتا محددا تستمع له فيما يريد الحديث به، ثم تطلب منه التوقف؛ لأن لديك عملا تريد القيام به.

- كما أنصحك أيضا أن تعلق ورقة على جدار المكتب فيها التذكير أننا في مكان عمل، وليس في مكان ضياع الوقت في كلام لا حاجة له.

- وأخيرا أنصحك بالصبر على ما تلقى من زميلك، وتذكر ما له من محاسن حتى لا يحصل لك الكره له، ولا مانع من تكرار محاولة النقل من المكتب إلى مكان بعيد عن أذيته.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً