الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي دعت علي وأخشى من تحقق دعوتها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 4 سنوات تقريباً تشاجرت مع أختي الصغيرة (طالبة جامعية) بخصوص موضوع عادي، وكان هناك سوء تفاهم ومشادة كلامية مع أختي، وكنت غاضباً معها، وكانت الوالدة جالسة، وانزعجت وغضبت مني لأني أعامل أختي بتلك الطريقة، وقالت لي بأن أخلاقي سيئة، وغضبت علي، وقالت لي بالحرف الواحد: إن شاء الله ستكون خاتمتك وخيمة مثل فلان (شخص أعرفه لدينا في العائلة كانت خاتمته سيئة -والعياذ بالله-)، ومنذ ذلك الوقت أوسوس تارة تلو الأخرى هل ممكن أن يتحقق ذلك؟ وهل يجب أن أنتظر طوال عمري لأرى نهايتي وخاتمتي؟ موسوساً بكلام أمي.

جاوبوني بصراحة، لأن الموضوع أتعبني وأقلقني ذهنياً:

1- أخاف أن تتحقق دعوة أمي مثل العابد جرير الذي دعت عليه أمه بأن يرى المومسات، فهل تتحقق دعوة أمي؟ وكيف أقتنع وأضمن ذلك؟
2-ما الحل؟ وكيف أستطيع إيقاف هذ الوساوس مدى العمر؟ حيث إنها تذهب وتعود فترةً بعد فترة!
3-ماذا تسمى تلك الحالة التي أعانيها ( إن كانت حالة)؟ وما سببها؟

مع العلم بأن أمي موجودة وغير متوفية -لله الحمد-، وهي راضية عني، وأنا بار بها والحمد لله، ولكن أريد ضمان عدم تحقق دعوتها لإيقاف تلك الأفكار المؤلمة حقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mr Ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -وفقك الله- أن وقوع الإنسان في الذنب أو الخطأ أمر لا بد منه في طبيعة الإنسان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) فمن أذنب أو أخطأ وتاب تاب الله عليه وعفا عنه.

ووقوعك في خطأ يوما ما، وغضب أمك منك، ثم توبتك منه، ورضى والدتك عنك الآن؛ ينهي أثر ذلك الخطأ فإن فضل الله وكرمه عظيم، فلا داعي للوسواس والخواطر السلبية حوله، بل ظن بالله ظنا حسنا، وأكثر من الاستغفار، وثق أن الله قد عفى عنك وغفر لك.

علما بأن دعاء أمك ليس صريحا عليك، ولا متعينا -حسب وصفك- بل هو مسبوق بقولها (إن شاء الله ستكون ...كذا )، فربطت الدعاء بمشيئة الله سبحانه، وهذا يدل على عدم رغبتها بالدعاء الجازم عليك لحرصها عليك وحبها لك.

وعليه: طالما أن أمك الآن راضية عنك، وأنت بار بها، فاطلب منها أن تدعو لك بالخاتمة الحسنة والتوفيق في حياتك.

واقطع تفكيرك السلبي في تلك الحادثة، وفكر إيجابيا بحياتك ومستقبلك، وأحسن الظن بالله سبحانه؛ فإن الله عند حسن ظن عبده به، واجتهد بالطاعات والعبادات؛ فهي سبب من أسباب حسن الخاتمة.

وليس بالضرورة أن تكون دعوة أمك مثل دعوة أم جريج، ولا أنت مثله، فلا تكثر من الاسترسال بمثل هذه الأفكار، فعلاجها قطعها تماما، وحسن الظن بالله، والأخذ بأسباب الهداية والاستقامة وحسن الخاتمة.

وكلما جاءك ذلك الوسواس عليك بالتسبيح والذكر والاستغفار حتى ينتهي، وأقنع نفسك بأن حالتك ليست حالة مرضية؛ حتى لا تنشغل بها.

وما دام أن أمك حية فاسع في برها ورضاها وطلب دعائها، وأشغل نفسك بما ينفعك، وابتعد عن الفراغ؛ حتى لا تكون فريسة للخواطر السلبية.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً