الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من صعوبة في النطق منذ الطفولة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

عمري ٢٥ سنة، أعاني من صعوبة في الكلام منذ الصغر خاصة في بداية الجملة تكون صعبة النطق، لكني عندما أغني تختفي صعوبة الكلام ٩٠%.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا نوع من التلعثم الكلامي المعروف، وغالبًا يكون مرتبطًا أيضًا بمخاوف ذات طابع اجتماعي، والمطلوب منك هو تطوير مهاراتك الاجتماعية، بمعنى أن تتفاعل مع الناس أكثر من ذي قبل، وأن تُلبي الدعوات الاجتماعية، وتفي بالواجبات الاجتماعية، وأن تمارس رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة، وأن تُحسن إدارة الوقت، هذه – يا أخي الكريم – مهاراتٍ مُهمَّة وضرورية لتطوير النفس، وحين تتطور الذات والنفس يجد الإنسان تحسُّنًا كبيرًا في مشاعره وكذلك طريقة مخاطبته للآخرين.

أرجو أيضًا أن تطور سُبل التواصل الاجتماعي لديك، وأن تُراعي دائمًا تعابير وجهك ولغة جسدك ونبرة صوتك حين تُخاطب الناس وتتحدث إليهم، تعابير الوجه لا بد أن تكون تعابيرا منشرحة مرحبة بالطرف الآخر، واعلم أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، ولا تتجنَّب نظرة العين للعين، هذه مهمَّة، وهي تُعتبر ثقة في النفس، وإذا كنت واثقًا من نفسك تتحدث بلباقة وبثقة ولا يكون هناك تلعثم في الكلام، وأيضًا لغة الجسد يجب أن تكون لغة مُعبِّرة، مثلاً استعمال اليدين عند مخاطبة الناس، وعدم استعمال يد واحدة، ونبرة الصوت يجب أن تكون واضحة ومتناسقة مع محتوى الكلام، ويكون الحديث فيه قوة كالواثق بنفسه، والدليل على أنك تكون واثقًا من نفسك عندما تقوم بالغناء تذهب عنك هذه الحبسة الكلامية.

عليك أيضًا أن تُطبق تمارين التنفس المتدرِّجة، تمارين الشهيق والزفير، هذه مفيدة جدًّا لفكّ هذه الحبسة الكلامية، وعليك أن تتكلم بصوتٍ عالٍ، وأن تتعلم أن تأخذ شهيقًا مع بداية الكلام، ويا حبذا لو قمت بتمارين في البيت، تصوّر أنك أمام جمع كبير من الناس وأنك تُخاطبهم، وأيضًا قم بإجراء بروفات كلامية، بمعنى أن تتحدَّث كأنك تُخاطب الجمع هذا، وقم بتسجيل ما تؤدِّيه من كلام، وبعد ذلك تستمع لما قمتَ بتسجيله، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك.

إن كانت هنالك صعوباتٍ في نطق أحرف مُعيَّنة فتخيَّر كلماتٍ تبدأ بهذه الأحرف، وقم بنطقها وتكرارها وإدخالها في جُملٍ.

أنت تحتاج – أيها الفاضل الكريم – أن تُتقن مخارج الحروف وتجويد القرآن، اذهب لأحد المشايخ وتعلَّم منه قراءة القرآن بتجويد وإتقان خروج الحروف، وسوف تجد أنك تعلمت أشياء كنت تتجاهلها وكنت لا تُتقنها، صدِقًا هذا مجرَّب ومرَّ على الكثير من الناس، وكم من أُناسٍ لم يتعلَّموا القراءة لا في المدارس ولا غيرها وإنما تعلَّموا على يد مشايخ وقُرَّاء القرآن ومُعلِّميه.

أخيرًا: أريدك أن تتناول دواء بسيطًا مثل الزولفت، حيث إنه يُساعد في إزالة أي مخاوف، والجرعة في حالتك جرعة صغيرة، هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله. الدواء قطعًا سليم وفاعل، وغير إدماني.

أرجو أن تُطبق كل هذه الإرشادات والتعليمات التي ذكرتها لك، وأسأل الله تعالى أن يحلَّ هذه العقدة من لسانك، وقل رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً