الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوسوس بأن الآخرين يعلمون ما يدور في خلدي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم كيف أعرض مشكلتي، وما أشعر به حيالها، فأنا أنهار نفسياً، وبدأت أفقد السيطرة على نفسي، وأفقد الثقة في نفسي وفي الآخرين، والسبب أنني أشعر أن الآخرين يعلمون ما يدور في خلدي وخاطري وبالي.

باختصار أشعر بأنهم يعلمون ما تحدث به نفسي من أمور خارجة عن إرادتي، والله لا ذنب لي بها، كنت أعتقد بأنها وسوسة، وزادت حالتي في شهر رمضان، وإلى الآن وأنا أعاني، لا أعلم ماذا أفعل أو لمن أشتكي؟ ضاق بي الحال، وتدهورت صحتي، وأصبحت لا أجلس مع أحد، وظروفي لا تسمح لي بزيارة الطبيب النفسي، ولا حتى شراء الأدوية ليخفف عني ما أعانيه، أرجو أن أجد الحل عندكم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهمومه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور المستمر بأن الآخرين يعلمون ما يدور في خُلدك وخاطرك ما هو إلَّا وسواس –أختي الكريمة– لأن أي شخص مهما أُوتي لا يستطيع أن يعرف ما يدور في خاطر الشخص الآخر إلَّا إذا أخبره ذلك الشخص، فلا يعلم السر وأخفى إلَّا الله، ولا يعلم ما في الصدور إلَّا الله، {إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون}، وحتى الأطباء والمحللون النفسيون لا يعرفون ما بداخل الشخص إلَّا إذا تكلَّم الإنسان عن نفسه.

إذًا هذا وسواس –أختي الكريمة– وفكرة وسواسية عندك، ولذلك أضعفتْ الثقة بنفسك، وطبعًا هذه الأشياء أو الوسواس دائمًا يزيد في ظروف معيَّنة، ويقلُّ في ظروف أخرى، وقد يكون لشهر رمضان وما به من اجتماعيات، أو هكذا سبب في زيادة هذا الوسواس في ذلك الشهر الفضيل.

كان يمكن العلاج –أختي الكريمة– ببعض الأدوية، وبالذات من فصيلة الـ (SSRIS)، وبالعلاج السلوكي المعرفي الذي يستحسن أن يكون من قِبل معالج نفسي متخصِّص في هذا النوع من العلاجات.

ولكن طالما أنك لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي ولا حتى شراء الأدوية فعلاجك بنفسك هو: تجاهل هذه الأفكار بقدر المستطاع، كلما تجاهلتها كلما خفَّتْ حِدته، حتى لو حصل نوع من القلق والتوتر في الأول عند التجاهل، وعدم الانشغال بها، وعدم الانصياع لها، وعدم الاسترسال فيها، وعدم مناقشة الوسواس، قد يحصل نوع من القلق والتوتر في داخلك، ويمكن أن تواجهيه بالاسترخاء، ومن أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء ممارسة الرياضة، ممارسة الرياضة يوميًا، إذا كان بالمشي يوميًا لمدة ساعة، أو بأداء بعض التمارين في البيت، تؤدي إلى الاسترخاء بدرجة كبيرة.

الشيء الثاني الذي يمكنك عمله في المنزل: يجب ألَّا تختلي بنفسك، ودائمًا اختلطي بالناس، كلما انشغلت واختليت بنفسك زاد التفكير في هذه الأشياء وزادت الوساوس، ومهما كان هناك توتُّر فلا تستجيبي للوساوس، اجتمعي بالناس، اختلطي بهم، و-إن شاء الله- تقلّ بدرجة ملحوظة وتعودي إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً