الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصصت أظافري بعد جدي وخائف من الإيدز فهل تساعدونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو إجابتي على جميع استفساراتي، فكل حرف كتب هنا بسبب الخوف والقلق.

أعاني من وساوس الأمراض المعدية، ومن الخوف من الأمراض.

منذ فترة استخدم جدي مقص الأظافر الخاص بي، وبعد أسبوعين وأنا أتعمد أن تركز على الأسبوعين، استخدمت مقص الأظافر نفسه، ومن حينها وأنا موسوس أن يكون قد انتقل لي مرض من الأمراض التي تنتقل عبر الدم، خصوصا وأن جدي يسكن مع أقرباء لي، ولهم علاقات محرمة مع النساء، ولا أدري إن كانوا يعانون من الأمراض أم لا.

خائف أن يكون أحد أقاربي قد نقل لجدي مرض ما أو شيء، مع العلم جدي قبل فترة أجرى عملية لعلاج كسر الحوض، وكانت جميع فحوصاته التي أجريت قبل العملية في الدم طبيعية.

أوسوس بأن جدي عندما استخدم المقص قد نزل منه دم على المقص، وحينما سألته قال لم ينزل الدم، ولكنني أوسوس.

قبل استخدام مقص الأظافر قمت بغسله بالماء والصابون بسرعة فائقة، لم أفركه جيدا، فقط مررت الماء والصابون عليه، ومن بعدها قصصت أظافري بحذر شديد، دون أن أجرح نفسي، حتى لا يكون التعقيم غير جيد، وتكون الدماء موجودة وتدخل إلى جسمي.

عندما انتهيت ذهبت وغسلت يدي بالماء والصابون، وفركتها جيدا، ومن ثم قمت برش العطر على أظافري لأرتاح، ولكنني أوسوس.

أرجوك أرحني -يا دكتور- وأجب على سؤالي هذا أيضا: هل الفيروسات وخصوصا (الإيدز) تعيش على مقص الأظافر لمدة أسبوعين إذا كان هنالك دم على المقص؟

مع العلم أنني غير متأكد من خروج الدم من جدي، وهل يمكن أن ينتقل لي المرض إذا لم أجرح نفسي بالمقص وقصصت الأظافر بحذر شديد؟

وهل علميا ومنطقيا يمكن أن تنتقل الأمراض في حال كان جدي مصابا بها؟

تعبت ووزني قل من التفكير، وعندما أتكلم مع أهلي يضحكون علي، ويخبرونني بأنني موسوس.

أرحني -يا دكتور- وأسالك بالله أن تاخذ كل كلماتي وتجيبني هل أنا موسوس؟ أم أن لي الحق بالتفكير بالأمراض؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأؤكد لك أنني قد أعطيتُ رسالتك كل الاهتمام، وقد قرأتُها بكل تفاصيلها.

قطعًا –أخي الكريم– أنت تحت سلطان الوسواس، وسلطان لأنه تحكَّم فيك بصورة غير منطقية، وهذا الاستحواذ من الوسواس يجب أن تكسره وتُحطِّمه.

أنا أقول لك أن المنطق يقول أن الطريقة التي تحدَّثت بها والكيفية التي استعملت بها هذا المقصّ لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن ينتقل منها أي مرض، وفيروس الإيدز لا يعيش لمدة أسبوعين، وفيروس الإيدز لا يمكن أن يكون عائشًا على حديد، فالأمر يفتقد المنطق، أنا أجدُ لك العذر لأن المنطق الوسواس هو مُهمين عليك.

حقِّر هذه الفكرة، وأكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واسأل الله تعالى أن يحفظك، وعليك بأذكار الصباح والمساء، هي حافظة -بإذن الله-، ودافعة لكثير من البلاء بإذنه تعالى.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تأخذ الأدوية المضادة للمخاوف الوسواسية، ولا بد أن تُكثِّف العلاج الدوائي؛ فهو مفيد، لماذا تظلَّ تحت وطأة هذا الاستحواذ القبيح؟ أقْدِم واذهب إلى الطبيب وتناول الدواء، وحقِّر هذه الأفكار، وعش الحياة بقوة.

ولماذا تترك مجالاً للناس ليضحكوا عليك ويصفوك بأنك موسوس؟ بالفعل هذا فكر وسواسي لا ننكر ذلك، أنا أفهمه وتفهمه، لكن بالنسبة لبقية الناس أمرٌ مستغرب.

عالِجْ نفسك، والعلاج واجب في مثل هذه الحالات، فما جعل الله من داء إلَّا جعل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، فتداووا عباد الله، واطلب الدواء أينما وُجد وأينما كان، وخذ بالأسباب، ولا تعجز، ولا تقل (لو كان كذا لكان كذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل)، وتفاءل، وكن حسن الظن بالله، وكن حسن التوقُّعات والإيجابيات، واعمل الصالحات وكن مع الصالحين.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً