الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاخ بعد الأكل مباشرة، ما سببه، وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ سنة وأنا أعاني من المرض، ذهبت إلى عدة أطباء ولم يعرفوا ما هو مرضي بالضبط، وصفوا لي الدواء، أتحسن عليه عند التناول فقط، ولكن بعد فترة من الانتهاء من الدواء ترجع لي الأعراض.

أعراضي هي: أول ما أتناول الطعام مباشرة يحدث لي انتفاخ في البطن، مع ارتفاع في نبضات القلب تصل إلى ١٢٠، ومنذ فترة أصبح الانتفاخ مستمرا ونادرا ما يزول، وأحيانا -أكرمكم الله- التغوط مرة إمساك ومرة إسهال، وضيق في التنفس، وحركتي تصبح ثقيلة.

أتمنى أن تجاوبوني بأسرع وقت ممكن؛ لأنني تعبت من هذا المرض، وأريد التأكد من أمر الانتفاخ بعد الأكل مباشرة، فهل هذا المرض ممكن أن يكون عينا أم سحرا؟

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أم جنات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالانتفاخ والامتلاء مع تناوب حالات من الإمساك والإسهال والشعور بالراحة بعد التغوط أمر مرتبط بالقولون العصبي، وهو مرض عضوي، لا علاقة لذلك بالعين ولا بالسحر، ويعاني الكثير من الناس من مشاكل القولون بسبب الطريقة الخاطئة في تناول الطعام، وبسبب التوتر والقلق، والحالة المزاجية المتقلبة.

وفي كل الحالات يتم استشارة المستقبلات العصبية في بطانة القولون التي تتفاعل مع الوجبات الدسمة والحارة، ومع الحالة النفسية المتوترة، فترسل إشارات إلى المخ مما يؤدي إلى حدوث تقلص في عضلات القولون، وإلى الشعور بالامتلاء والمغص والغازات نتيجة تخمر الغذاء، ويختلف تفاعل تلك المستقبلات من شخص إلى آخر، وتختلف بالتالي الأعراض من شخص إلى آخر، ولكن عموما من أعراض القولون الشعور بالامتلاء، وعسر الهضم، والألم في الجانب الأيسر والأسفل من البطن، مع نوبات من الإمساك والإسهال، والشعور بالراحة بعد قضاء الحاجة.

ونقص السوائل والألياف في الطعام يزيد من المشكلة حيث أن القولون يحتاج إلى المزيد من السوائل والألياف لتكوين براز لين، ولذلك فإن علاج القولون يتلخص في تجنب الإمساك من خلال زيادة كمية السوائل والألياف في الطعام، ويمكن الحصول على السوائل من شرب الماء، وتناول فاكهة وعصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة والملوخية والبامية، وسلطات الأعشاب الخضراء مثل الخس والشبت والبقدونس، والإكثار من زيت الزيتون، مع الأجبان والسلطات، أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها.

ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول الحبوب مثل شوربة الشوفان وجريش القمح، والبرغل والقمح النابت، والأرز البني، على أن يكون ذلك نظاما غذائيا مستمرا، مع الحاجة إلى تناول أقراص الخميرة وكبسولات probiotics قبل الوجبات للمساعدة على الهضم لاحتوائها على بعض الخمائر وعلى بكتيريا نافعة لعمليات الهضم، كذلك فإن تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع في صورة مشروب ساخن، أو إضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص الألم، بالإضافة إلى التخلص من الغازات والانتفاخ -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، ولا مانع من تناول حبوب سبازموكانيوليز قرصين قبل الأكل عند الضرورة، مع تناول حبوب (mebevrine 135 mg) ثلاث مرات يوميا لحيين تغيير نمط الغذاء.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً