الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب عناد الأطفال وكيفية التعامل معها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لي أخت شقية فهي لا تحترم من هم أكبر منها سناً، وتجادلهم، وترفع صوتها عليهم، ولا تقوم بما يأمرونها، فهل الضرب سيجدي نفعاً معها أم هناك حيلة أخرى لتغيير تصرفاتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فشكراً لك على هذا الحرص على تربية شقيقتك وتوجيهها للأخلاق الفاضلة، والأخلاق الحسنة هي رأس مال المسلم (فما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق، وإن المرء ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم)، وأصحاب الأخلاق الفاضلة هم أقرب الناس مجلساً من رسولنا عليه صلاة الله وسلامه.

وأرجو أن يعاونك على توجيه هذه الأخت الوالد والوالدة، كما أرجو أن تشعرها بحرصك على مصلحتها ومستقبلها، فإن صاحب الأخلاق السيئة لا يستطيع أن يعيش مع الناس، وسوء الخلق والعناد سوف يجعلان حياتها الزوجية في منتهى الصعوبة.

وقد يكون لتصرفات هذه الأخت بعض الأسباب مثل:-
1 – شعورها بأن غيرها من أخواتها مفضلٌ عليها.
2- التدليل الزائد في صغرها.
3- ضعف مستواها العلمي وشعورها بالنقص.
4- وجود مشاكل بين الوالدين.
5- تأثرها بأحد أفراد العائلة.
6- مرورها بمرحلة عمرية معينة مع عدم وجود من يتفهم مشاعرها.
7- التعرض لظروف صحية ونفسية صعبة.
وإذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.

ولا ننصحك باللجوء إلى الضرب لأنه سوف يرسخ عندها روح العناد ويجعلها تعتاده، وغالباً ما تجد معارضة من الوالدين عند استخدامك لوسيلة الضرب التي هي آخر الدواء، كما أن الضرب له شروط وضوابط منها ما يلي:-

1- أن لا يتخذ عادة مستمرة.
2- أن لا يزيد عن عشرة أسواط.
3- أن يتجنب الإنسان الأماكن الحساسة والوجه.
4- أن يكون القصد منه التأديب لا الانتقام.
5- أن يكون مناسباً بآلة مناسبة لا تخدش جلداً ولا تكسر عظماً.
6- أن يكون مناسباً للخطأ كما قال الإمام أحمد (على قدر ذنوبهم).
7- أن يسبقه تعليم وتنبيه ووعظ وتهديد وتعليق للسوط ثم استخدام العصا بعد التأكد من فائدة هذا الأسلوب وضمان عدم حدوث آثار عكسية أو نتائج سلبية.
8- أن لا يصاحبه توبيخ وتقبيح.
9- أن لا يكون أمام الأهل أو الزميلات.
10- أن تشعرها مع العقوبة بحرصك عليها وحبها.

ولا شك أن المربي الناجح قل أن يحتاج للعصا لأن هناك بدائل كثيرة مفيدة مثل التشجيع على التصرفات الحسنة، واستخدام الحوافز، والإحسان في المعاملة واختيار الوقت المناسب والألفاظ المناسبة للتوجيه، مع كثرة الدعاء والتوجه إلى الله، وبيان ثمرات حسن الخلق في الدنيا والآخرة.

والمربي الناجح قد لا يحتاج للعصا، ولم يضرب رسولنا بيده امرأة ولا طفلاً ولا رجلاً إلا أن يقاتل في سبيل الله فيضرب الكافر، وقد كان الصحابة يعرفون رضاه من غضبه باحمرار وجهه ونبرات صوته، ومن خلال النظر في وجهه عليه صلاة الله وسلامه.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً