الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الإجهاض المتكرر، فما السبب؟ وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة وعندي طفل، -الحمد لله- لم تواجهني مشاكل في حملي الأول، ولكن في الحمل الثاني تبين أن كيس الحمل فارغ، وعملت الكورتاج في الأسبوع العاشر، وبعد هذا الحمل بثلاثة أشهر حملت، ولكن شاء الله وأجهضت في الأسبوع الخامس.

سؤالي: هل يمكن أن يكون عندي تخثر في الدم لذلك حصل الإجهاض المتكرر؟ وما علاقه التخثر بالإجهاض؟

فصيلة دمي A سالب، وزوجي موجب، بعد ولادة طفلي أخذت إبرة المضاد دي، وكذلك بعد الإجهاض الأول، ولكن لم آخذ إبرة المضاد في الإجهاض الثاني، بناء على كلام الطبيبة أن الحمل صغير، فهل كلام الطبيبة صحيح؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يمكن أن يحصل الإجهاض بنسبة 15٪ لحالات الحمل إجمالاً، ويوجد حوالي 50٪ من حالات الإجهاض عبارة عن كيس حمل فارغ، أي لا يوجد جنين، ويحصل هذا على الغالب بحدوث تلقيح للبويضة وحصول التعشيش، ولكن لا يستمر تطور البيضة الملقحة، فلا تتشكل مضغة ولكن تستمر الأغشية والمشيمة ويستمر كيس الحمل بدون جنين، ويكتشف بين 5-9 أسابيع، والسبب هو خلل كروموزومي في المورثات للزوجين، ويمكن أن يتكرر في حمل آخر.

كذلك من أسباب الإجهاض في الأشهر الأولى بشكل مبكر، -بالإضافة إلى تنافر الزمر وخلل الكروموزومات- تشكل أجسام مضادة لأسباب مناعية تؤدي إلى حصول تخثر بالأوعية تسبب الإجهاض، ووجود أمراض وراثية تسبب تخثر للدم، كذلك الإصابة بالتهابات فيروسة أو جرثومية في بداية الحمل، أو التعرض للأشعة أو خلل في التوازن الهرموني، يمكن أن يسبب ضعفا في الحمل كنقص البروجسترون، أو وجود قصور بالغدة الدرقية للأم، وهذه معظم أسباب الإجهاض، إلا إنه غالباً يكون السبب مجهولا، ويعتبر الإجهاض متكررا إذا كان أكثر من ثلاثة، حينها يجب الدراسة والبحث.

بالنسبة لك وقد تم أخذ الإبرة المضادة antiD بعد الولادة وبعد الإجهاض الأول، فهو أمر جيد ومهم، ولكن بالمرة الثالثة لا داعي للإبرة؛ لأن الإجهاض بالأسابيع الأولى المبكرة، فهي تعطى في حال الإجهاض والنزف بالأسبوع 12 وما بعد، وخاصة إذا كان هناك إجراء جراحي، وتعطى بعد الأسبوع 27، وعند الولادة بعد الكشف عن زمرة الوليد.

بالنسبة للتخثر كسبب للإجهاض ووجود أجسام مضادة يجب إجراء تحاليل دموية للأم، والكشف عن أضداد الفوسفوليبيد بالدم، ويجرى أيضاً فحص عام للدم بما فيه زمن النزف وزمن التخثر، والمتابعة عند الطبيبة الأخصائية، ويمكن أخذ فترة استراحة ومنع الحمل، خلالها يتم إجراء تحاليل هرمونية وتقييم لحالتك، وحتى يستعيد الرحم قوته لمدة ستة أشهر، ثم استعمال حمض الفوليك خلال هذه الفترة والبدء باستعمال الاسبيرين من أول الحمل من أجل التمييع.

بارك الله بك، ورزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً